Menu

بذكرى ثورة يوليو- فؤاد: المرحلة تتطلّب تحركاً داعماً للقضية الفلسطينية ورافضاً للتطبيع مع الاحتلال

نائب الأمين العام للجبهة الشعبية أبو أحمد فؤاد

دمشق_ بوابة الهدف

قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو أحمد فؤاد، "إن وضعنا العربي الرسمي يعاني هذه الأيام من مرحلة انهيار وتراجع وصل إلى حد التسابق لإقامة علاقات مع كيان الاحتلال.

وفي كلمة له لمناسبة ذكرى ثورة الضبّاط المصريين الأحرار، في 23 يوليو 1953، قال أبو أحمد فؤاد "إن المرحلة تتطلب، تحركاً شعبياً عربياً داعماً ومشاركاً للقضية الفلسطينية ورافضاً للتطبيع والارتهان للمحور الصهيوني الأمريكي، حراكاً يُوقف حالة الانهيار وتداعياتها الكارثية على القضية الفلسطينية.

وأضاف "وما تتطلّبه المرحلة، استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية اليوم قبل الغد، والعمل على تطوير وتفعيل وتصعيد الانتفاضة والمقاومة بكافة أشكالها، إضافة إلى التزام كافة الأطراف الفلسطينية، وخاصة فتح – حماس بكل ما اتفق عليه في القاهرة".

وزاد "يجب الاصطفاف بوضوح وبحزم إلى جانب محور المقاومة فلا سبيل أمامنا إلا المقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها المقاومة المسلحة"

وعن ثورة 23 يوليو، قال فؤاد إنها قامت في مصر، على مبادئ ستة تعتبر عماد سياسة الثورة، وهي: القضاء على الإقطاع، والقضاء على الاستعمار، والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، وإقامة حياة ديمقراطية سلمية، وإقامة جيش وطني قوي، إضافة إلى إقامة عدالة اجتماعية".

"هذه الثورة قامت من أجل الشعب، وعززت من مستوى الإدارة الوطنية والاستقلال الوطني والعدل الاجتماعي، فقررت مجانية التعليم العام والعالي، وأنشأت جامعات، علاوة على إنشاء مراكز البحث العلمي وتطوير القاعدة الصناعية" قال فؤاد عن الثورة.

وتابع خلال كلمته "في مثل هذا اليوم قام الضباط الأحرار بثورتهم وكان جمال عبد الناصر في مقدمتهم ليعلنوا للشعب المصري العظيم لقد مضى عهد الظلم والاستبداد، وحُكم الملك فاروق الفاسد وبداية عصر جديد مشرق في مصر، وفي تاريخ الأمة العربية والشرق الأوسط...إن ثورة الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، كانت حركة سلمية تمت بدون دماء، قامت بها القوات المسلحة المصرية الباسلة من أجل أمن مصر، ومن أجل الأمن القومي العربي ومن على أساس الشرعية الثورية للشعب المصري العظيم، لذا انتصرت لهم إرادة الشعب واحتضنت الضباط الأحرار والتفت حولهم لنبذ الظلم والاستبداد، والعبودية للملك والغرب الاستعماري".

"وبعد اندلاع الثورة، قالت مصر بعظمتها للشعوب العربية من المحيط إلى الخليج أن قوتهم في توحدهم وهو السبيل الوحيد لانتزاع الحرية، وتحقيق العدالة الاجتماعية. ورصدت مصر بهذه الثورة دوراً، ومكانة إقليمية لها وللمواطن العربي، سيما في كتلة دول عدم الانحياز والذي كان الرئيس جمال عبد الناصر من أبرز زعمائها"، قال أبو أحمد، وأضاف "إن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، جعل من مصر ومن ثورة يوليو المجيدة قاعدة انطلاق الحركات التحرر الوطني في العالم الثالث، مؤكداً على دور حقيقي ينبغي، أن تترجمه الشعوب بالمقاومة خاصة فيما يخص القضية الفلسطينية".

وأردف " فلسطين بالنسبة لعبد الناصر، ولثوره يوليو أصبحت القضية المحورية وهي القضية الحية البالغة الحيوية في الوجدان المصري خصوصاً والعربي عموماً. ومصر كانت وستكون رغم كل ما يكبلها الآن من اتفاقيات، خاصة اتفاق كامب ديفيد، ستكون القاطرة الأولى نحو فلسطين، كل فلسطين، فإرث الرئيس ناصر جعل فلسطين نبضاً في قلب كل مواطن عربي".

وتطرّق أبو أحمد، في سياق كلمته عن المقاومة العربية وضرورة مجابهة أعداء الأمة، للحديث عن "السعي المحموم من بعض المشايخ والملوك لاستبدال العدو الصهيوني وحلفائه المختلفين وفي مقدمتهم أمريكا والغرب الإمبريالي أعداء الأمة، والدفع بعدو آخر إلى الواجهة، وهي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع تشديد الهجمة على الحزب المجاهد حزب الله باعتباره حزباً إرهابياً إنهم ضد المقاومة من حيث الأساس وضد حزب الله الذي تمكن من تحرير الجنوب وهزيمة إسرائيل بحرب تموز، فالتحية كل التحية لحزب الله قيادة ومقاتلين بمناسبة مرور عشرة أعوام على الانتصار،...، نقول لكل هؤلاء الحكام لن تفلح مساعيكم لن يقهر حزب الله ولن تهزم المقاومة ومحور المقاومة وفي القلب منها سوريا الشقيقة وأنتم وحلفاؤكم الجدد،  والقدامى مكانكم معروف ألا وهو مزبلة التاريخ".

وعن الوضع الفلسطيني الراهن قال "إن الظرف يقتضي منا نحن الفلسطينيين قراءة الدور التركي القديم  الجديد كدور يضر بالمصالح الحيوية والإستراتيجية للشعب الفلسطيني وللأمة بأسرها، فما نحتاجه هو وسائل الدفاع عن الشعب الفلسطيني والتي تقدمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدون توقف لكل من يقاوم الاحتلال الصهيوني".

وشدّد على أنه "إذا كان الليل طويلاً، طويلاً، فدائماً هناك فجر وهناك نصر وهناك حرية وفجرنا قادم والاحتلال والعملاء والحكام المأجورين إلى مزابل التاريخ".

وفي سياق آخر، دعا أبو أحمد فؤاد أهالي مخيم عين الحلوة والفلسطينيين في كل مخيمات الشتات بلبنان، للتكاثف، والتضامن، والوحدة لمنع الفوضى وإنهاء التوترات بالترابط مع الأهل في صيدا وفي كل المحافظات، وشدّد على أن "من حرق دوابشة هو نفسه من ذبح الطفل في مخيم حندرات".

وتحدث نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عن ذكرى استشهاد القائد مصطفى سعد، الرمز الوطني والقومي الكبير، والمناضل السياسي، وأحد رموز المقاومة الوطنية اللبنانية، التي عانقت فلسطين شعباً وقضية في كل منعطفاتها وصعوباتها، وهي التي أدركت دوماً أن فلسطين هي البوصلة للنضال القومي. وواجب كل الأحرار والمناضلين العرب فضلاً عن أحرار وشرفاء العالم أن يكونوا إلى جانب شعبها وقضيته العادلة".

وختم فؤاد بالإعراب عن احترام وتقدير الجبهة للتنظيم الشعبي الناصري، لدوره المميز إلى جانب الثورة الفلسطينية عموماً و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وقال "لن يُكتب تاريخ النضال الوطني اللبناني والفلسطيني دون أن يكون لكم صفحات ناصعة به لاسيما للمناضل القومي الكبير الشهيد معروف سعد".

كما حيّا في ختام كلمته الأسير البطل بلال كايد، الذي يُواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ41 على التوالي ضدّ الاعتقال الإداري، كما حيّا الأسير القائد الأمين العام للجبهة أحمد سعدات، والقيادي الأسير مروان البرغوثي، والأسرى كافة، وكل الشهداء وكل الجرحى، وتوجّه بالتحية للمقاومة الحرة في كل العالم، خاتماً بالتحية لروح الشهيد القائد المؤسس تيسير قبعة.