في الساعات الأخيرة قبل أن تقفل صناديق الاقتراع أبوابها، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "اليهود" إلى التوجه بكثافة أكثر إلى صناديق الاقتراع لأن العرب تهافتوا بمشاركة غير مسبوقة في هذه الانتخابات، وإلى حد كبير، هناك من رأى هذه الدعوة، عنصرية واضحة أدت بالفعل إلى تجييش اليمين الإسرائيلي ودفعهم للتصويت للأحزاب المتطرفة خاصة حزب الليكود بزعامة نتنياهو.
اليوم، يحاول نتنياهو شرح هذه الدعوة "قائلاً" أنه كان يقصد القائمة العربية الموحدة، مع أن ذلك "أدى إلى شعور البعض بالاستياء"، هذا الشرح تقدم به نتنياهو من على منصة "يوتيوب" موقعاً من قبله، وقد تم تناول هذا الشرح، باعتباره اعتذاراً من قبل نتنياهو، مع أن هذه الصيغة لا تحمل أي شكل من أشكال الاعتذار، بل أكثر من ذلك اعتراف بأن دعوته لليمين الإسرائيلي بالتوجه بكثافة على مراكز الاقتراع، كانت في مواجهة مع القائمة العربية الموحدة والواقع أنه ليس هناك أي مسوغ شكلي أو من حيث مضمون الشرح، لكي يأخذ صفة الاعتذار، التي تم تداولها حتى في وسائل الإعلام الفلسطيني!!
في إطار ما شرحه نتنياهو، اعتراف بأن العرب يمثلون 20 بالمئة من السكان، ودعاهم إلى العمل بكثافة والمشاركة في ازدهار البلاد، كون هذه الأقلية تمتلك الكثير من الإمكانيات الإبداعية الخلاقة على كافة المستويات.
يدعو نتنياهو العرب، من هم أقلية من وجهه نظره، إلى الاندماج في المجتمع الإسرائيلي باعتبارهم "مهاجرين ولاجئين" متجاهلاً حقيقة أنهم أصحاب البلاد الأصليين، وأنهم "أقلية عددية" بسبب المهاجرين واللاجئين اليهود الذين احتلوا الأرض، وشردوا شعبها، وأقاموا دولتهم المصطنعة على فلسطين والفلسطينيين.
لم يكن اعتذاراً بقدر ما هو شرحاً يعيد مفاهيم ومصطلحات نتنياهو واليمين المتطرف ومعظم الطيف السياسي في إسرائيل إلى جدول الأعمال باعتبارها تحفر الوعي ويتم التفاعل معها، دون أي تساؤل من هنا إزاء التعاطي مع هذه الدعوات والأفكار باعتبارها مراجعة أو اعتذراً!