Menu

ملادينوف.. عندما يتعامى!!

هاني حبيب

بعد جهد جهيد ومناورات ومداورات ووساطات، وربما صفقات، ستعقد الأمم المتحدة، وتحديداً مجلس الأمن جلسة خاصة غير رسمية حول الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وذلك في الأسبوع الثاني من أكتوبر/ تشرين أول القادم، بينما كان ممثل فلسطين لدى الأمم المتحدة قد طلب أن تعقد هذه الجلسة في سبتمبر/ أيلول القادم.

هذه الجلسة الخاصة، ليست ذات شأن على أي مستوى، إذ لا يصدر عنها أية قرارات، أو بيانات، لا رئاسية ولا صحفية، كما يمكن لأي دولة عضو في الجمعية العامة حضورها، وليست مقصورة على أعضاء مجلس الأمن.

نحن أمام قضية أجمع المجتمع الدولي على عدم شرعيتها، قضية الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، مع ذلك وإضافة إلى تنكر إسرائيل لكافة القرارات بهذا الشأن، إلاَ أنها لا تستحق مجرد انعقاد آخر إضافي لمجلس الأمن لاتخاذ القرارات الكفيلة بتنفيذ القرارات السابقة حول هذه القضية.

إذا كانت قضية كمسألة الاستيطان يتوافق المجتمع الدولي ويقرر عدم شرعيتها، فما بال القضايا المستعصية الأخرى التي لم تتخذ إزاءها قرارات واضحة ومحددة، كقضية عودة اللاجئين الفلسطينيين مثلاً!!

نتحدث هنا عن قرارات صادرة عن مجلس الأمن وليس من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.

أكثر من ذلك، وفي سياق متصل، فإن منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، أصدر تصريحاً ملتبساً إلى حد بعيد، فقد اعترف أن العملية الاستيطانية مستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي -على الرغم من توصيات قوى عالمية- هكذا قال ملادينوف، ولم يقل قرارات، بل توصيات ولم يقل مجلس الأمن والأمم المتحدة، بل قال قوى عالمية. إلا أن الأهم والأخطر في تصريح ملادينوف، وهو يحاول تحميل اللجنة الرباعية مسؤولية عدم اتخاذها خطوات جادة، لتنفيذ قراراتها وتوصياتها حول وقف الاستيطان الإسرائيلي، إشارته إلى أن "الجانبين" لم يلتزما بالخطوات المذكورة في تقرير الرباعية في يونيو/ حزيران الماضي، فهناك زيادة واضحة في إعلانات إسرائيل لإنشاء مستوطنات جديدة، إلا أن السلطات الفلسطينية على الجانب الآخر من معادلة ملادينوف عاجزة عن السيطرة على قطاع، باعتبار ذلك مفتاح العودة إلى المفاوضات!!

حسب ملادينوف، فإن كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، يتحملان مسؤولية عدم تنفيذ توصيات وقرارات "الرباعية الدولية" وكأن عدم سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، يسمح لإسرائيل استمرار عملياتها الاستيطانية في الضفة الغربية المحتملة بما فيها القدس .