أطلق قناص فلسطيني النار على دورية إسرائيلية كانت تجوب المناطق المحتلة المتاخمة لشمال قطاع غزة، رد الاحتلال بخمس قذائف مدفعية، أصابت بعض المنازل دون إصابات بشرية، هذا هو الحادث الثاني المشابه خلال أيام.
هذا في شمال القطاع، أما في جنوبه فالأمر مختلف بعض الشيء، إذ ان تلك المنطقة تلحظ تسلل فلسطيني إلى الداخل المحتل، أربعة مواطنين تم اعتقالهم من قبل جيش الاحتلال (داخل قطاع غزة وبالقرب مما يسمى السياج الحدودي) وتم الإفراج عنهم في اليوم الثاني بعد التحقيق معهم.
في وسط القطاع، وتحديداً في منطقة البريج، تم إحباط تسلل ثلاثة فلسطينيين لدى وصولهم إلى الشريط الأمني، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال القنابل المضيئة مما اضطرهم إلى العودة إلى داخل القطاع.
هذه مجرد أخبار وتقارير صحفية، مصدرها الأساسي وسائل الاعلام الإسرائيلية، فلسطينياً، تم التوسع بنشر الخبر الأول المتعلق بعمليات القنص ورد الفعل الإسرائيلي عليها، بينما لوحظ أن الأخبار الأخرى المشار إليها لم تلق التغطية الإعلامية الكافية، وتم نشرها على نطاق ضيق، رغم أنها أيضاً وصلت من المصادر الإعلامية، والناطق العسكري الإسرائيلي.
الخبر الأول يشير بوضوح إلى أن جيش الاحتلال، لا يسير بالنيران فقط على الشريط "الحدودي" الداخلي للقطاع، بل أنه يحتل هذا الشريط في أي وقت يراه مناسباً، ويعيث في هذا الجزء ملاحقة واعتقالاً كلما كان ذلك ضرورياً بالنسبة له.
ان اعتماد وسائل الاعلام الفلسطينية على المصادر الإسرائيلية الإعلامية والعسكرية يعود في أحد أسبابه إلى عدم توفر المادة الإعلامية من قبل الجهات الرسمية أو شبه الرسمية الفلسطينية، وإن توفرت بحدودها، فهي تنطوي في الغالب على صياغة ومواقف غير محايدة ويتم تجييرها لحسابات فئوية أو لاستخدامها في مواجهة أطراف داخلية، الأمر الذي يجعل الثقة بها محدودة في معظم الأحيان.
لقد تم نشر العديد من الأبحاث والدراسات، خاصة في المجال الجامعي، حول المصدر الإسرائيلي في الإعلام الفلسطيني، غير أن الأمر يتطلب دراسات وأبحاث أكثر جدية وعمقاً بهذا الصدد، والأهم من ذلك، تبني التوصيات الصادرة عن هذه الدراسات والأبحاث، لجهة توفير المصدر الفلسطيني الموثوق والشفاف!!
