Menu

غرق زورق صيدا: وفاة إمرأة وابنتاها في حالة حرجة

غرق زورق صيدا

محمد صالح

ما زالت التداعيات السلبية لحادثة غرق المركب السياحي في صيدا الثلاثاء تتفاعل في المدينة، في ظل غياب الرقابة وتحديد المسؤولية حول ما جرى، والأسباب الحقيقية لما حصل، ومن هي الجهة المسؤولة عن تنظيم هذا القطاع السياحي في صيدا والإشراف عليه، ولماذا لا توزع على الركاب "سترة" النجاة فور صعودهم المركب، ومن يحدد عمر الاطفال الذين يحق لهم الصعود الى المركب.

الأربعاء تكشفت الجوانب الصحية لبعض الغرقى الذين وصلوا إلى "مركز لبيب الطبي" للعلاج حيث أفادت "الإدارة الطبية" للمركز بأن أربعة من المصابين حالتهم حرجة جداً نتيجة توقف القلب والرئتين لفترة طويلة قبل وصولهم إلى "المركز"، توفيت من بينهم أم تدعى راغدة وليد الميس (في العقد الرابع من العمر)، أما ابنتها هدى عبد الرزاق ياسين13 سنة فوضعها حرج جداً، وابنتها الثانية هديل عبد الرزاق ياسين (توأم هدى) وضعها حرج، لكنه أقل خطورة من شقيقتها مع أنها تعاني من قصور تنفس حاد ووضعت على جهاز التنفس الاصطناعي ووضعها دماغياً أفضل وهم من بلدة مجدل عنجر البقاعية. وكانوا قد قصدوا صيدا في سياحة داخلية للتنزه بمناسبة الأعياد، والشخص الرابع سوري الجنسية ويدعى خليل لأحمد خليل دخيل (في العقد الرابع) ووضعه حرج للغاية. وأشارت إدارة "المركز" إلى أن قلب المصابين الأربعة كان متوقف عن الخفقان كلياً وقد تمكن الجهاز الطبي للمستشفى من إنعاشهم وإعادة النبض إلى قلوبهم، إلا أن المرضى أصيبوا بتلف كبير وخطير في الدماغ بسبب توقف القلب والتنفس لفترة طويلة ما بين حادثة الغرق ووصولهم إلى "المركز" للعلاج وقد أدخلوا غرفة العناية المركزة ووضعهم الطبي حرج جدا. يضاف إلى ذلك خمسة مصابين تم علاجهم أيضاً في المركز وأنقذت حياتهم وأدخلوا غرف المرضى العاديين ووضعهم رهن المتابعة. وروى عبد الرزاق ياسين زوج راغدة ووالد هدى وهديل كيف غرقت زوجته وابنتيه وكان يبكي ومتأثراً للغاية قائلاً: "شاهدتهم يغرقون بعيني وفعلت ما استطيع لأجلهم .. ولم اتمكن من نجدتهم وكدت اغرق خلال محاولتي انقاذ ابنتي هديل"، مشيرا الى "ان مركز لبيب الطبي فعل ما يستطيع لإنقاذ حياتهم لكن الباقي على الله". ولفت ياسين الانتباه الى "ان سبب الغرق هو الحمولة الزائدة من الركاب والتي فاقت وفق تقديره الاربعين راكبا بين رجل وطفل وامرأة". أضاف: "جئنا من البقاع الى صيدا للتنزه وكانت هذه المأساة لي ولعائلتي فمن يتحمل المسؤولية؟". وكانت اكثر من جهة قد تقاذفت المسؤولية حول حقيقية ما جرى خصوصا ان عددا من الركاب الغرقى في المستشفى، اكدوا ان "المركب كان يقل العشرات وان هذه الحمولة الزائدة هي ما تسبب بغرق الزورق."

في المقابل ذكرت رواية اخرى ان ريحا هبت في تلك اللحظة ساهمت في ارتفاع الموج فدخلت المياه الى المركب وحصل هرج ومرج ما أدى الى فقدان السائق السيطرة على المركب وبالتالي غرقة. الى ذلك أعلن رئيس بلدية صيدا محمد السعودي الاربعاء عن "تعليق الرحلات البحرية لقوارب النزهة السياحية"، مشدداً على أن "هذا الامر يستدعي تحقيق شروط ومواصفات السلامة العامة في هذا الرحلات قبل معادوة العمل بها حرصا على أرواح الركاب والمتنزهين ".
ووصف السعودي الحادثة "بالمؤسفة كونها عكرت فرحة الاعياد وأدت إلى إصابة أفراد كانوا في سياحة داخلية قدموا من منطقة البقاع إلى صيدا". ولفت الانتباه إلى "ان الأمر هو بيد القضاء والتحقيق جار لكشف الملابسات وتحديد سبب المأساة". بدوره دعا الدكتور عبد الرحمن البزري إلى "تنظيم هذا القطاع السياحي، والاهتمام به، والإشراف عليه والمساعدة في تمكين هذا القطاع من تطبيق شروط السلامة الصحية، والاهتمام بهذا المجال. من جهتها أعلنت الإدارة الطبية لـ "مركز لبيب الطبي" انها تعالج المصابين جميعهم على نفقة وزارة الصحة العامة وتقدم كل ما يلزم على جميع الأصعدة وخاصة الطبية بناء لتوجيهات وزير الصحة وائل أبو فاعور.

المصدر: جريدة السفير