Menu

ماهر الطاهر: بعد مرور مائة عام على وعد بلفور مازلنا نواجه محاولات جادة لتصفية القضية الفلسطينية

الطاهر

غزة- بوابة الهدف

عُقد مؤتمر صحافي في مقر نقابة الصحافة في بيروت، بدعوة من اللجنة الوطنية في لبنان واللجنة الدولية لإطلاق حملة "مئة عام على وعد بلفور"، بحضور شخصيات سياسية وإعلامية وممثلين عن الحركات اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وشارك عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفد قيادي رفيع، تمثّل بعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر، ومسؤول الجبهة في لبنان مروان عبد العال، ومسؤول العلاقات السياسية للجبهة في لبنان أبو جابر، وفي ختام المؤتمر أذاع الدكتور عبد الملك سكرية بيان إطلاق الحملة.

وألقيت كلمات خلال المؤتمر شدّدت على ضرورة عدم التعامل مع هذا الوعد وكأنه وعد عابر ويجب مواجهته.

وألقى الدكتور ماهر الطاهر كلمة، بارك فيها للشعب اللبنانية انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قائلاً "نحن على ثقة بأن هذا الانتخاب سيشكّل خطوة نحو استقرار لبنان."

وأضاف "في هذه المناسبة، مناسبة إطلاق حملة عالمية كبرى حول مرور مائة عام على صدور وعد بلفور الذي ترتب عليه اقتراف جريمة من أبشع جرائم العصر الحديث، جريمة تشريد الشعب العربي الفلسطيني في كل أصقاع الأرض، ومنذ العام 48 وحتى هذه اللحظة يعاني الشعب الفلسطيني من هذه الجريمة أمام العالم كله، ويعيش مأساة حقيقية تشرد ولجوء واضطهاد، وعلى الرغم من صدور مئات القرارات من الأمم المتحدة والجهات الدولية ظلت هذه القرارات بالأدراج ولم ينفذ منها شيء، هذه الحملة تريد أن تقول للعالم انه لا بد من الوقوف أمام أصل الجريمة الذي مكّن المشروع الصهيوني من إقامة هذا الكيان الغاصب وتشريد شعب فلسطين"، وتابع "لذلك ينبغي أن نرسم خطة عمل تتسم بالديمومة والاستمرار، وتقوم على أساس علمي من أجل محاسبة بريطانيا التي اقترفت هذه الجريمة، ومن خلال إطلاق هذه الحملة نستطيع تحقيق ما نصبو إليه، لأن الأنظمة والمؤسسات العربية ميؤوس منها، وباتت القضية الفلسطينية بالنسبة لها قضية هامشية، وصار لديها عدو آخر، لذلك نحن لا نراهن على الأنظمة العربية في هذا الموضوع، فنحن كقوى شعبية وأحزاب سياسية وفاعليات اجتماعية مسؤوليتنا أن نعمل بشكل جدي لمئوية وعد بلفور لإجبار بريطانيا على الاعتذار من الشعب الفلسطيني بسبب هذه الجريمة، وهناك إمكانيات واقعية لتحقيقه إذا تحركنا بشكل جدي وجمعنا مئات الآلاف من التواقيع من الشعب البريطاني والشعوب بأوروبا والشعوب في أميركا اللاتينية إذا تحركنا على المستوى العربي والفلسطيني."

وأضاف "من الواضح أن هذا الوعد بعد مرور مائة عام، مازلنا نواجه هذا الموضوع، وهناك محاولات جادة جداً لتصفية قضية فلسطين اختبارًا بالواقع العربي الممزق، الذي يعيش صراعات وحروب داخلية، وصار مشغولاً عن قضية فلسطين، وعن الخطر الصهيوني الذي يهدد الأمة العربية بأكملها وليس فقط الشعب الفلسطيني، وهناك عدم يقظة وانشغال بهذه الحروب الداخلية، والعدو الصهيوني يتمدد، ويتحول إلى قوّة اقتصادية تريد الهيمنة على الوطن العربي بأسره، لذلك ينبغي أن نعمل بإعادة الاعتبار لبوصلة الصراع الحقيقي الصراع ضد العدو الصهيوني وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، واهتمام الشارع العربي بهذه القضية، لأننا نتعرض لمخاطر حقيقية الآن، وأنتم تتابعون التدخلات بالشأن الداخلي الفلسطيني ومحاولة ترتيب مستقبل الوضع الفلسطيني من أجل تمهيد الطريق للتصفية النهائية، ونحن على قناعة أن العامل الفلسطيني يلعب دورًا أساسيًّا في مواجهة هذا المخطط."

وحمّل الطاهر مسؤولية للفلسطينيين أيضاً إذا ما استمروا في التشرذم والانقسام، وقال "كفى مراهنات على حلول سياسية ثبت فشلها، فقد آن الأوان لنخرج من كل مجرى أوسلو وما ترتب عليه من نتائج كارثية على القضية الفلسطينية، فإلى متى تستمر المراهنات الفاشلة والخاسرة التي أوصلت القضية الفلسطينية إلى ما وصلت إليه، لذلك ينبغي أن تشكل هذه الذكرى فرصة ومناسبة بالنسبة لنا، لكي نعيد ترميم البيت الداخلي، ونخرج كلياً من مجرى أوسلو وما ترتب عليه."

وتابع "نعم تم اعتراف بحق اسرائيل بالوجود، فلماذا لا يسحب هذا الاعتراف؟ لماذا لا يقال إن هذا خياراً فاشلاً وانتهى، فكل هذه الرهانات لم تصل إلى أية نتيجة، وهناك استحالة للوصول إلى حل سياسي مع هذا الكيان، فالصراع معه صراع وجود وليس صراع حدود، ونحن ندعو إلى تشكيل لجان وطنية على مستوى البلدان العربية والبلدان الأجنبية، وهناك لجان شكّلت، وهناك احتفال في دمشق حول موضوع مئوية وعد بلفور، وهناك لجان شكّلت في غزة وفي الضفة وفي المناطق المحتلة عام 48، ونتمنى أن تتشكل لجان في كل البلدان العربية من أجل أن نتحرّك بالنسبة لموضوع مئوية وعد بلفور."

وأضاف "أما في ما يتعلق بالوضع العربي والتآمر الذي تتعرض له المنطقة ككل وخاصة سوريا التي مضى أكثر من خمس سنوات ونصف بحرب تستهدف هذا البلد العربي الذي وقف إلى جانب فلسطين، والمقاومة، وكل القضايا القومية للأمة العربية، ومن واجبنا أن نعمل كل ما نستطيع من أجل إيقاف الحروب الداخلية والتآمر على الأمة العربية والتوجّه نحو فلسطين، وأن تكون البوصلة فلسطين."