Menu

القوى المصرية التقدمية والشعبية تحيي الذكرى الـ49 لانطلاقة الجبهة الشعبية

15542053_10211623928260907_3582707984100020191_n

القاهرة_ بوابة الهدف

نّظمت القوى التقدمية المصرية بمقر حزب الكرامة في القاهرة، الجمعة، احتفالية بمناسبة الذكرى الـ49 لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والذكرى الـ29 للانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وحضر الحفل حشد من ممثلي القوى الوطنية التقدمية المصرية والعديد من الشخصيات الوطنية اليسارية والناصرية، وكوادر أحزاب الكرامة والتيار الشعبي والتحالف الشعبي الاشتراكي، وعدد من الطلبة الفلسطينيين بالقاهرة.

افتُتح الحفل بعرض فيلمٍ وثائقي عن المسيرة التاريخية للجبهة الشعبية، ومن ثم تعاقبت كلمات ممثلي القوى والأحزاب المشاركة في الحفل، بدءًا بكلمة الجبهة التي ألقاها الرفيق والباحث الدكتور مأمون خلف.

وعبّر خلف في مستهلّ كلمته باسم الرفاق في الشعبية عن شكرهم وتقديرهم للقوى الوطنية المصرية والأحزاب المنظمة للاحتفالية، ناقلاً للمنظمين والحضور، ومن خلالهم للشعب المصري الشقيق، تحيات الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق أحمد سعدات، وقيادة وكوادر وأنصار الجبهة الشعبية وجماهير الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.

وتطرق الرفيق خلف إلى المسيرة التاريخية للجبهة الشعبية، معرجاً على العديد من المحطات المفصلية في تاريخ الجبهة والقضية، مستذكراً شهداءها الذين قضوا على درب التحرير والنضال الفلسطيني.

وأكد أن "الجبهة الشعبية تدخل نصف قرن من النضال وهي لم تحِد يوماً عن ثوابت القضية الفلسطينية، ولازالت ، كحزبٍ طليعيّ فلسطيني، تؤمن بضرورة العمل الجبهوي الوحدوي الديمقراطي والجماهيري، والترابط العضوي بين النضال الوطني والقومي، والنضال بكافة الوسائل والسبل الكفاحية وفي مقدمتها الكفاح المسلح، كشروط أساسية للتصدي للمشروع الصهيوني في فلسطين، وصولاً إلى دحره وبناء دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني".

وقال خلف إن "الجبهة تدرك جيداً طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، ومن خلفه القوى الإمبريالية والاستعمارية التي تسعى إلى سد أفق التحرر والتقدم في وجه شعوبنا العربية، عبر أدواتها بالمنطقة من أنظمة الرجعية والاستبداد". مشيراً إلى أن "الجبهة أدركت بعد هزيمة حزيران 67، أن الشعوب هي أساس النضال ضد الاستعمار والقوى الاستعمارية، لا الأنظمة المهزومة، ومن هنا جاءت انطلاقتها رداً على الهزيمة التي تعرضت لها الأنظمة".

وقال إنّ "الجبهة ستبقى وفية لمبادئها وقيمها وأهدافها الوطنية والقومية التي جسدها قادتها العظام، واستمرار الكفاح من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي بكافة الوسائل والسبل الكفاحية وضمان مواصلة مسيرة الانتفاضة والمقاومة وهزيمة المشاريع الصهيونية على كامل التراب الوطني الفلسطيني".

وفي ختام كلمته قدم الرفيق خلف "تعازي الشعب الفلسطيني والجبهة الشعبية إلى للشعب المصري العظيم وقواه الوطنية، بضحايا حادث الكنيسة البطرسية الإرهابي الآثم، مؤكداً على الثقة بقدرة الشعب المصري على إفشال الأهداف الخبيثة من وراء هذا العمل الإرهابي، وعلى هزيمة الإرهاب ذاته".

من جهته، وجه الأمين العام لحزب الكرامة، محمد بسيوني، التحية لكل من يقاتل من أجل القضية الفلسطينية خاصاً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مستذكراً شهداء وأسرى الشعب الفلسطينيين، مؤكداً أن "فلسطين هي العلامة الفارقة بين الوطنية والعمالة، وهى القضية المركزية لمصر".

وأضاف بسيوني، خلال كلمته "أن أعمال السلب والنهب والإرهاب والاستيطان والإحلال تجمعت في العدو الصهيوني، الذي يؤمن في عقيدته بأنه فوق الجنس البشري".

وأكد أنّ " مصر مهما انشغلت بمعاركها الداخلية فذلك لن يشغلها عن فلسطين، قضية العرب المركزية"، معلناً رفضه ومعه كافة قوى الشعب المصري الحية لاتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة معتبراً أنها "اتفاقيات ومعاهدات خنوع واستسلام".

ولفت أمين عام حزب الكرامة المصري إلى أنّ "الأحزاب والقوى التقدمية المصرية تعاهد الأخوة في فلسطين بمواصلة النضال في سبيل القضية المركزية، وعلى تربية الأبناء على التضحية من أجل فلسطين، فهي القضية الأساسية للاستقلال ضد الاستعمار، والنور ضد الظلام".

ووجه التحية إلى "المقاومة الفلسطينية الباسلة أينما وجدت، وهي تقارع الاحتلال، والتحية إلى أسر الشهداء والجرحى"، كما وجّه برقية تهنئة إلى أسير الحرية الرفيق أحمد سعدات بمناسبة انطلاقة الجبهة.

وعاهد باسم حزب الكرامة والحركة الوطنية، الرفاق في الجبهة أن "يظلوا على العهد والوفاء لفلسطين وقضيتها العادلة، داعياً الشعب الفلسطيني للقبض على الجمر والسلاح لمواجهة المحتل".

ومن جانبه، وجه نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، زهدي الشامي، تحية خاصة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باسم والحزب وكوادره، وعلى رأسهم رئيس الحزب المناضل عبد الغفار شكر، الذي منعه عارض صحي من المشاركة في الحفل. 

وأكد الشامي في كلمته أن "القضية الفلسطينية ستظل القضية المحورية لكافة الشعوب العربية، فمنذ بزوغ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركات المقاومة الفلسطينية، شكلت عنصراً ملهماً لحركات التحرر في العالم، والنضال الوطني في مصر"، مُذكّراً بأن انبعاث الحركة الشعبية في مصر وكسر حاجز الخوف ضد نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، بدأ مع نضال الشعب الفلسطيني وبالأخص بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وأن الحراك أخذ يتصاعد واستمر بالتصاعد إلى أن وصل إلى ثورة 25 يناير 2011، موضحاً أن القضية الفلسطينية كانت حاضرة في الثورة، وكان العلم الفلسطيني يرفع إلى جوار المصري في ميادين الثورة.

وأشار إلى أن "مسألة رفض التطبيع مع إسرائيل هي في عمق ووجدان الشعب المصري، وليست قاصرة على الأحزاب اليسارية المصرية، مؤكداً أن النضال من اجل فلسطين هو جزء متمم للنضال المصري، وفي ختام كلمته هتف قائلاً: عاشت المقاومة الفلسطينية.. عاش نضال الشعب العربي".

إلى ذلك، ألقى عضو اللجنة المصرية لمقاومة التطبيع، المهندس حسام رضا، كلمة تحدث فيها عن أهمية تفعيل ملف المقاطعة وبالتحديد في القطاع الزراعي، محذراً من مشروع قطاع غزة الكبير وفصل القطاع عن الضفة الغربية، كما حذر من مشروعات التصفية التي تتم من قبل الأنظمة الرجعية العربية والتابعة، والتي تهدف للنيل من إرادة الشعب الفلسطيني والتقليل من صموده ومجابهته للاحتلال.

فيما قال وزير القوى العاملة المصري السابق والقيادي العمالي، كمال أبو عيطة "إن النضال الفلسطيني حافلٌ بالكثير من المواقف المضيئة؛ فعلى مدار 49 عامًا منذ تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كان النضال همًا عربيًا، وكنا نقول دائمًا إن تحرير فلسطين يبدأ من القاهرة، وأنه طالما ظل العدو الإسرائيلي يحتل الأرض الفلسطينية، سيظل هو العدو الأوحد، مهما قطعوا من شوط في ماراثون التطبيع".

وأضف أبو عيطة، أن "من يقاتل الصهيوني مهما كان شكله ولونه هشيلوا جوّة عيوني"، موضحاً أن كل من يسعى للتطبيع مع العدو الصهيوني ستكون نهايته سيئة للغاية.

وأشار إلى أن الحلم الذي حلم به جورج حبش أحد أبرز رموز المقاومة الفلسطينية قابل للتحقيق في حال اتحاد العرب مرة أخرى، وأن تحرير فلسطين يبدأ من القاهرة.

من جهته أكد مساعد وزير الخارجية المصرية السابق وعضو الهيئة العليا في التيار الشعبي، السفير معصوم مرزوق، أن "الجبهة وعبر العقود الخمسة الماضية كانت مثالاً للثبات على المواقف المبدئية، ورفضت التفريط بالثوابت الوطنية الفلسطينية أو المساومة عليها، رغم التحديات والضغوط التي واجهتها، وبقيت متمسكة بخيار مقاومة المشروع الصهيوني، دافعة في سبيل ذلك أثماناً باهظة، من دم الآلاف من قادتها وكوادرها وفي مقدمتهم أمين عام الجبهة السابق الشهيد أبو علي مصطفى ، وسنوات كثيرة حُسِمت من عمر آلاف آخرين في زنازين ومعتقلات العدو الصهيوني، وعلى رأسهم الأمين العام المناضل أحمد سعدات".

هذا وتوالت كلمات من الشخصيات التي ثمنت دور الجبهة في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، ودورها في مجابهة الاحتلال، ومواقفها الوطنية والمبدئية.