Menu

حرية

بوابة الهدف الإخبارية

حرية

في الحالة الفلسطينية داخل الوطن المحتل يمكن القول ان الجميع واقع بشكل او بآخر كاسير للاحتلال، وهذا يشمل اؤلئك الموجودين داخل المعتقلات، او المحاصرين في غزة، او المعرضين للتنكيل اليومي في الضفة والاراضي المحتلة عام 1948، والمفارقة هنا ان اؤلئك الذين يطلق عليهم الاسرى داخل السجون هم الاكثر ادراكا لهذه المعادلة، ولدورهم فيها

نكون مخطئين اذا ظننا ان اضراب الاسرى يهدف لتحقيق المطالب التي رفعها بشأن تحسين ظروف الاسرى فحسب، فما يرمي له مناضلي شعبنا في سجون الاحتلال في كل معركة خاضوها هو اعادة ومضات الحياة لنا نحن، وما يقومون به الان ما هو الا استكمال لقتالهم ضد العدو، لاجل قضية الشعب الفلسطيني.

وفي الاعوام الاخيرة في ظل التراجع لحالة الاشتباك الجماهيري مع الاحتلال، نهضت الحركة الوطنية الاسيرة بدورها في ادامة هذا الاشتباك، وكانت عنوان لتثوير الوضع الجماهيري في خارج السجون في مرات عدة، وهنا يجب ان نقف طويلا امام ارادة الاسرى وقرارهم المتكرر بتثوير جماهير شعبنا واستعادة اشتباكها اليومي مع الاحتلال.

هذا يأخذنا لمفارقة اخرى يعلن فيها الاسرى انهم الاكثر حرية من بيننا، بوعيهم بطبيعة المنظومة القمعية للاحتلال في اقصى تجلياتها، واستعدادهم التام لمواجهتها بكل اداة متاحة بين ايديهم بما في ذلك افناء اجسادهم.

وهنا علينا ان نجيب نحن الذين نقف خارج السجون الصغيرة محاصرين بالاسوار العالية وحواجز القهر ووحشية الالة العسكرية للمحتل، وابتزاز لقمة العيش، اذا ما كنا ندرك حقيقة واقعنا، ام اننا نحن ايضا ضحية لوهم امكانية عيش حياة طبيعية في ظل الاحتلال وبين براثنه، على غرار الساسة المأزومين الذين صدقوا ان هناك امكانية لبناء سلطة ومنظومة حكم بل والتصارع على هذا الحكم في ظل الاحتلال.

ما يقوله لنا الاسرى باضرابهم ليس اشياء حول معاناتهم بل حول معاناتنا، وحقيقة ما نعيشه، وضياعنا الكبير، واصرارنا على التهرب من معركتنا المصيرية والمستمرة، وكذلك يصيحون فينا بملئ ارادتهم الحرة، انهضوا فلن تخسروا الا القيد والخيمة، انهضوا فلن تخسروا الا اوهامكم وضعفكم وقيود سجانيكم واوهام كثيرة تقتلنا اكثر مما تفعل رصاصات الاحتلال.