Menu

عمّان.. مهرجان "النكبة" يُؤكد على حق العودة للشعب الفلسطيني

18579010_10211847046468311_512954856_n

عمّان _ بوابة الهدف

أحيا ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية بالتعاون مع القوى والحراكات والفعاليات الشعبية والوطنية، الذكرى الـ69 لنكبة فلسطين، عبر مهرجان جماهيري حاشد أقيم مساء الاثنين في الساحة الخارجية لمقر حزب الوحدة الشعبية، تحت شعار "الوحدة والمقاومة الطريق لحرية الأسرى واسترداد الأرض الفلسطينية والعربية".

وأقيم المهرجان بالتزامن مع استمرار الخيمة التضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني "خيمة الكرامة" والتي يقيمها ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية.

وابتدأ المهرجان الذي قدمه عمر أبو زيد من حزب الحركة القومية، بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء ونشيد موطني.

وألقى الدكتور سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية كلمة ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية، كلمة تالياً نصها:

نحيي وإياكم الذكرى التاسعة والستون للنكبة...

ذكرى النكبة بما تعنيه من تدمير مئات القرى والمدن الفلسطينية، النكبة وما رافقها المئات من  المجازر التي ارتكبتها عصابات الهاجانا، اشتيرن، ارجون بحق الفلسطينيين

النكبة وما تعنيه من فقدان الوطن وتشريد الشعب في أرجاء الأرض الأربعة.

النكبة بما تعنيه فقدان الهوية وقطع التواصل المدني والحضاري لشعب واحد موحد

هذه النكبة ماثلة أمامنا بكافة تفاصيلها في كل لحظة، وكل يوم.

النكبة لم تبدأ مع 15/ أيار، بدأت مع وعد بلفور (1917) باعتباره المدماك الأول لمسيرة النكبة، بالتزامن مع الانتداب، ودور عصبة الأمم التي طالبت الدولة المنتدبة بتنفيذ وعد بلفور.

في الأول من نيسان عام (48) اتخذ بن جوريون قراراً ببدء عملية (د)، والتي من خلالها بدأت عملية التطهير العرقي للفلسطينيين على نحو واسع وعلني وفي ظل الانتداب وقبل دخول أي جندي نظامي عربي.

بحيث ما أن أعلن عن قيام "اسرائيل" في 14/5 كان قد تم تهجير (220) قرية المحطة الثانية في مسار النكبة، بعد اسبوع من توقيع بن غوريون، اخر اتفاقية هدنة مع سوريا في 20/7/1949 بدأت حربه الجديده في مسح التاريخ، الجغرافيا الفلسطينية واستبدالها بتاريخ وجغرافيا مزيفة لخلق سجل يهودي مزيف وشكل لجنة من (25) شخص لهذه المهمة.

"اسرائيل" التي تتبجح بأنها واحة للديمقراطية وتتهم الفلسطينيين بـ"الإرهاب"، هي في جوهرها الامتداد لعصابات الهاجانا الذين مارسوا القتل والذبح بحق الفلسطينيين، وتجد الإشارة أنه في أيلول عام (48) نشرت الصحف السويدية تحقيقاً يؤكد أن اسحق شانير كان واحد من ثلاثة أطلقوا النار على الوسيط الدولي الكونت برنادونت وأن مناحيم بيجن، واحد من ثلاثة خططوا للاغتيال هؤلاء القتلة تربعوا على سدة الحكم في "اسرائيل".

أيها الإخوة...

إن ما واجهه الشعب الفلسطيني وواجهته شعوبنا العربية، من مجازر وما نواجهه كل يوم من تهديد، يفرض علينا تعزيز مقولة الإحساس بالخطر الصهيوني باعتباره الخطر الأعظم على الوجود العربي، وإن قسطنطين زريق محقاً عندما دعا صراحة إلى إنشاء (علم للنكبة).

يكون قادراً على دعم الحق العربي وكشف جوهر الصهيونية، وسبل مواجهتها.

الحضور الكريم...

تلك السنين الطويلة التي تفصلنا عن النكبة لم تكن أعوام (سكون) بل كانت أعوام مقاومة، وانتفاضات متتالية، وكلما شهدنا فترات سكون فإنه سرعان ما كان يتبعها تحرك وفعل جماهيري.

إلا أن هذا المسار النضالي واجه العديد من الأزمات حدت من قدرة الشعب على مراكمة الفعل المقاوم وتطوير منجزاته.

لقد حقق مسار الثورة انجازات كثيرة أبرزها تخليص الشعب الفلسطيني من الغيبوبة الوطنية التي عاشها بعد النكبة، فأعادت الثورة الإحساس بالهوية الوطنية، وشكلت الفصائل جسراً للتواصل بين المجتمعات الفلسطينية المتفرقة.

واجهت الثورة أزمات ولكن يبقى العامل الخارجي والاستهداف الخارجي للثورة حاضراً فإن أزمة القيادة وأخطائها في التمسك بالمشروع الوطني وما رافق ذلك من وهم التسوية للحصول على وهم الحقوق من التفاوض، حالة استغلها العدو لخلق وقائع جديد لترسيخ الاحتلال، وراح المشروع الوطني يفقد جاذبتيه بسبب ما أصابه من تنازل وتآكل وراحت الأمور تسير نحو المأزق الذي لا نزال تعيش فيه.

أيها الحضور...

ما بين النكبة والإضراب البطولي للأسرى، هذا الصمود الأسطوري، أنها مسيرة طويلة من الاشتباك المستمر، اشتباك مفتوح سيبقى إلى أن يتم إزالة أسباب وتجليات النكبة، وتحرير الأرض. ولن نكل ولن نمل وفي ظل ما نشهده من سعي محموم لشتويه وعي الجماهير العربية، وأمام ما نشهده من تطبيع رسمي غير مسبوق، لن نكل عن التأكيد لأن عدونا الحقيقي هو الكيان الصهيوني، وأن هذا الكيان طارئ على التاريخ ظهر في لحظة اختلال لموازين القوى، وأن تصويب التاريخ لابد ان يتم.

وأن هذا العدو جيء به وتم إنشاؤه لمنع امتنا من التوحد، والنهوض ليستمر سيطرتهم علينا وينهبون ثرواتنا.

إن كل الحلول ليست إلا وهماً وأن هذه السنين من التفاوض وما آلت اليه أكبر دليل على ذلك.

إن ما ستشهده المنطقة من صراعات وحروب طائفية ومذهبية يجعل من فرصة السعي لتصفية القضية خطراً داهماً ويجعل من الانتباه لذلك أولوية قصوى لإفشال كل المخططات.

هذه المشاريع، وهذه القابلية الرسمية الفلسطينية العربية للتعاطي مع هذه المشاريع تضع الحركة الشعبية العربية، والفلسطينية أمام مسؤوليتها التاريخية لإفشال هذه المشاريع.

إن دعم الحركة الأسيرة والالتفاف حولها من شأنه أن يشكل نقطة البدء في عملية النهوض الوطني والقومي.

إذا كان الشهداء بدمائهم الزكية اسقطوا كل المحاولات الصهيونية لفك الارتباط بين الفلسطيني وأرضه، فإن الأسرى وكل القوى الداعمة لهم سينجحون في التصدي لمحاولات التصفية، ونكون أكثر حضوراً وتأثيراً على المستوى الدولي.

كما ألقى الدكتور رياض النوايسة مقرر اللجنة الوطنية لمئوية وعد بلفور، كلمة أكد فيها أن ذكرى النكبة لهذا العام تأتي بالتزامن مع الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم الذي كان حجر الأساس والأرضية التي هيأت احتلال الصهاينة أرض فلسطين بتنسيق تام مع القوى الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا.

ولفت النوايسة إلى أن القضية الفلسطينية قد تراجعت من الاهتمامات العربية وبالتحديد من الاهتمامات العربية الشعبية ولدى المواطن العربي نفسه أمام احتياجاته اليومية المعيشية، بعيداً عن الأنظمة العربية، مشيراً إلى الدور المطلوب من القوى والفعاليات الوطنية بإعادة تسليط الضوء على هذه القضية الجوهرية.

وأشار الدكتور النوايسة إلى أن الكيان الصهيوني يدرك بأنه قوة قادرة على هزيمة العرب مجتمعين، لكنه يدرك أيضاً بأنه ليس سوى مشروعاً وأداة للاستعمار العالمي، وليس كياناً دينياً كما يروج هو أو بعض الجهات، وبالتالي فإنه لا يستطيع البقاء إلا إذا استطاع أن يهزم ليس الأنظمة الرسمية العربية بل المواطن العربي في عقيدته ومعتقداته، والهزيمة تأتي عندما يستطيع أن يدخل إلى عقل ووجدان المواطن العربي أن هذا الكيان الصهيوني هو كيان طبيعي وأن علينا أن نتعايش معه على هذا الأساس.

وفي كلمته التي ألقاها في المهرجان، حذر الدكتور أحمد العرموطي رئيس اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع، من أن الأعداء قد نجحوا في زرع بذور الفتنة الطائفية والمذهبية والإقليمية بين أبناء الأمة العربية الواحدة، وانحرفت البوصلة عن فلسطين، واخترع البعض عدواً آخر غير الكيان الصهيوني من أجل المزيد والمزيد من تفتيت الأمة وتمزيقها خدمة للكيان الصهيوني.

وأكد العرموطي على وجوب العمل على إعادة بناء الوطن على أسس الحرية والعدالة والمساواة ومحاربة الفساد والاستبداد وإيجاد مناه تربوية تعمل على تعزيز الانتماء للأمة العربية وتكريس القضية الفلسطينية في أذهان طلبتنا كقضية مركزية للأمة.

وحيا العرموطي الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، مؤكداً على أن هؤلاء الأبطال يخوضون معركتهم بأمعائهم الخاوية في ظل تخاذل الأنظمة العربية والمنظمات الدولية، لكنهم سينتصرون لأن النصر للشعوب دائماً وأبداً والهزيمة للمعتدين وأعوانهم وعملائهم

وألقت السيدة تهاني الشخشير رئيسة اتحاد المرأة، كلمة أكدت فيها على أن هذا الاحتلال الفاشي الذي استهدف الحجر والبشر، واستهدف الطفولة الفلسطينية بإجراءات عنصرية صهيونية همجية، لم نشاهد بالتاريخ لها مثيل، الهدف منها محاولة الانقضاض والنيل من جيل مقاوم نما وترعرع على عشق المقاومة والحرية، وهذا ما تؤكده بشاعة العدو الصهيوني من خلال التصعيد المستمر والمتمثل في قتل الأطفال الفلسطينيين بدم بارد، وفي إصدار الأحكام الجائرة بحق الأطفال الذين لم يبلغ بعضهم الثانية عشرة من العمر، واعتقالهم المتكرر رغم صغر سنهم، بشكل يمثل انتهاكاً صارخاً لمبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني ولاتفاقية حقوق الطفل.

وأشارت الشخشير إلى أن ذكرى النكبة تأتي هذا العام وأسرانا البواسل يخوضون إضراباً بطولياً عن الطعام، منذ تسعة وعشرين يوماً، في ظل صمت رسمي عربي هو أقرب إلى التواطؤ، وغياب أي دور للقيادة الفلسطينية المتنفذة. وأكدت الشخشير أنه لو تأتى للشعب الفلسطيني أن ينتخب رئيساً له بشكل حر ونزيه، حتماً سيكون أحد القادة الأسرى الأبطال الصامدين المقاومين المدافعين عن قضيتهم وشعبهم بصدورهم العارية وبأمعائهم الخاوية. فهؤلاء هم من يمثل القيادة الحقيقية للشعب الفلسطيني، لا من يقدم التنازل تلو التنازل من أجل مصالح ومكتسبات شخصية.

واختتم المهرجان بكلمة لأمين سر لجنة حق العودة الوطنية وعضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي "حشد" جميل طليب، أكد فيها على أن ذكرى النكبة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بحق العودة. فاحتلال فلسطين جاء على حساب الشعب الفلسطيني الذي تم تهجيره من قراه ومدنه، ورغم قرارات الأمم المتحدة التي تنص على حق العودة بشكل واضح لا لبس فيه إلا أن محاولات تصفية القضية الفلسطينية تستند بالأساس على شطب حق العودة، مشيداً بصمود الشعب الفلسطيني ونضالاته وتضحياته، وبإصرار قواه السياسية الحية بكل أطيافها، على التمسك بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها حق العودة.

ولفت طليب إلى أن اللجنة العليا للدفاع عن حق العودة تؤكد رفضها لأية مبادرة أو حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين لا يقوم على تأكيد حق اللاجئين الثابت في العودة.

وأكد طليب على رفض كل أشكال التوطين والتهجير، مُعتبراً مهمة الدفاع عن حق العودة في الأردن مهمة وطنية أردنية وفلسطينية وإحدى المعارك الكبرى مع العدو الصهيوني المغتصب.