Menu

التعليم.. أداة تهويد "إسرائيلية"

هاني حبيب

تجاوز اجتماع حكومة الاحتلال في محيط حائط البراق ب القدس المحتلة دلالاتٍ رمزية، إلى عملية تهويد متسارعة، أكثر عمقًا من أي وقتٍ مضى، خلقًا لواقع لا يمكن العودة عنه تحت أي ظرف من الظروف، ذلك أن هذا الاجتماع اتخذ قرارتٍ تهويدية بنيوية للبلدة القديمة بالقدس المحتلة، وتنقلت بمجالات حيوية أساسية في الصحة والتعليم والبيئة والبنية التحتية والمواصلات، الأمر الذي يقضي بتنفيذ خطط لإجراء حفريات واسعة تحت الأرض، الأمر الذي يهدد الآثار العربية والإسلامية في محيط حائط البراق بالاندثار والتدمير كشواهد على عمق الرواية الفلسطينية والعربية بالانتماء إلى هذه الأرض، جغرافيا وتاريخ وتراث.

ورغم خطورة هذه القرارات التي من شأنها أن توصل عملية التهويد إلى أهدافها، خاصةً وأن حكومة الاحتلال قد وضعت الميزانيات المناسفة لتنفيذ هذه القرارات بأسرع وقت ممكن، الأخطر من ذلك كله، تلك الخطط التي وضعتها حكومة الاحتلال لتهويد مناهج التعليم في مدارس الفلسطينيين في القدس المحتلة، في إطار خطة خماسية حكومية إسرائيلية بدعوى "تحسين نوعية التعليم"، بينما العنوان الأساسي لهذه الخطة هو ضرب الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني، وخاصة لمواطني العاصمة الفلسطينية.

عملية التهويد والأسرلة خاصةً في القدس المحتلة، التي تطال البنية التحتية والعمرانية، لا يمكن لها أن تنجح من دون عملية تزوير للهوية والتاريخ، وأداة ذلك من دون شك المناهج التعليمية وفرض تاريخ مزوّر وهوية مصطنعة لتواكب عملية التهويد والأسرلة في مجال البنية التحتية، وفي سبيل التصدي لهذه الخطط الإجرامية والتزويرية، ينبغي اتخاذ خطوات جدية لمواجهة هذه الخطط من خلال تحرك شعبي فلسطيني ينطلق أساسًا من القدس المحتلة، بالتوازي مع تطوير وتحسين شروط التعليم الفلسطيني على كافة أسس العملية التعليمية، مناهج ومباني ومدرسين وطلاب، والتوجه إلى المؤسسات الدوية التعليمية والحقوقية أساسًا بهدف فضح هذه السياسة وتشكيل ضغوط دولية لوقف مخططات تزوير الهوية الوطنية الفلسطينية في العاصمة الفلسطينية المحتلة، من خلال عملية التهويد والأسرلة التي تقوم بها سلطات الاحتلال من دون كابحٍ أو معارضٍ حقيقي على المستوى الدولي!