Menu

السينما الإسرائيلية: الفلسطيني غير موجود!

هاني حبيب

أغفل الفيلم الصهيوني المشاركة في العدوان الثلاثي على مصر 1956، لأنها لا تلائم صورة الضحية

مع احتفاء الدولة العبرية بمرور نصف قرن على حرب حزيران، لم تتجاهل دور السينما في الترويج لروايتها "التاريخية"، مرورًا بالحق الإلهي التوراتي، التي جاءت هذه الحرب لتكريسه، نهايةً بتبرير الحرب والعدوان في ظل الحرب الدينية على واحة الديمقراطية في المنطقة، نتحدث هنا عن فيلم "إسرائيلي" أمريكي، وثائقي مع مشاهد تمثيلية بعنوان "في أيدينا.. المعركة من أجل أورشليم"، هذا الفيلم تم عرضه بشكلٍ عادي كأي فيلم روائي في معظم دور السينما في الولايات المتحدة، ما يجعل وصوله إلى الجمهور أكثر شمولًا، لم أشاهد الفيلم لكني تابعت ما أشار إليه النقاد بشكلٍ عام، وهنا أسجل بعض الملاحظات نقلًا عن هؤلاء، لأني لا أريد أن  أفوت أو أغوص في التفاصيل بمناسبة مرور نصف قرن على حرب حزيران من دون أن نلقي الضوء على هذا لجانب الهام في صراع هويتنا، هوية التاريخ الفلسطيني وهوية الدولة العبرية المصطنعة.

يتحدث الفيلم في المقدمة الطبيعية للمقولات الاسرائيلية تمهيدًا للحرب: دولة يهودية ناشئة ضعيفة، تحيط بها دول عربية وجيوش عملاقة تريد أن تلقي بها في البحر.

استعراض انتقائي للأحداث التاريخية حول الحرب: إغلاق مضائق تيران لخنق هذا الكيان الضعيف، طرد مراقبي الهدنة في إجراء ضد الأمم المتحدة.

بينما يتحدث الفيلم عن وقائع الاحتلال "الإسرائيلي" للقدس والضفة الغربية وسيناء، هناك مقارنات بين فظائع ارتكبها الجندي العربي، بينما الجيش "الإسرائيلي" اضطر لاحتلال المزيد من المناطق العربية بعد فراغها من الجيوش العربية، في ضوء تعامل إنساني مع الجمهور الذي وقع تحت الاحتلال.

بينما الحرب قد جرت في الواقع على الأرض الفلسطينية في الأساس، ليس هناك أي حديث عن الفلسطينيين، كل الحديث عن الجيوش العربية والأسلحة العربية، بينما فلسطين والفلسطيني غير موجودين في هذا الفيلم، وأعتقد أن هذه الملاحظ هي الأكثر أهمية، في ضوء أحاديث "إسرائيلية" قديمة، تم تجديدها مؤخرًا بالقول "أن الفلسطيني الجيد.. هو الفلسطيني الميت".