Menu

روبرت فيسك: الجزيرة تلعب لعبة خطرة في مصر

الصحفي محمّد فهمي في قاعة المحكمة المصرية

بوابة الهدف_ لندن_ وكالات:

تحت عنوان "الجزيرة تلعب لعبة خطرة في مصر"، نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالاً للكاتب الشهير روبرت فيسك، تحدث فيه عن لقاءٍ، جمعه بصحفي الجزيرة محمد فهمي الذي تتهمه السلطات المصرية بدعم الإرهاب مع اثنين من زملائه.

وجاء نص المقال كالتالي:

بعد ساعات قليلة، سيعقد محمد فهمي في القاهرة مؤتمرًا صحفيًا، والذي سيكون كل صحفي حريص على متابعته.

وصحفي قناة الجزيرة، الذي قضى 411 يومًا في سجن طرة المصري البشع على خلفية اتهامات بالإرهاب ملفقة من الدولة، رفض أن يخبرني بالظبط عما سيقوله في المؤتمر، حتى بعد غداء طويل في القاهرة، بالطبع لم يتضمن مشروبات كحولية، بل كان عبارة عن أكوام من القريدس والقاروس.

لكن لديَّ شك ظلامي في أنَّ أصحاب القناة ال قطر ية سيشعرون بالأسف بمجرد أن يفرغ من حديثه حيال إرساله للمحاكمة.

العمل بالجزيرة في هذه الظروف العصيبة ليس سرًا، ففهمي، وهو مواطن كندي سجن مع زميليه بيتر جريست ومحمد باهر، اتهم خطئًا بدعم جماعة الإخوان المسلمين "الإرهابية" بعد أن أطاح المشير والرئيس المنتخب الحالي عبد الفتاح السيسي بالرئيس الإخواني المنتخب أيضَا محمد مرسي قي 2013.

وفي السجن، اكتشف فهمي وجود العشرات من الطلاب المتحمسين الداعمين للإخوان الذين وصفوا له، بحسب قوله، كيف تم إعطاؤهم معدات تصوير وتلقوا مساعدة من فرع قناة الجزيرة في القاهرة "الجزيرة مباشر مصر لتصوير المظاهرات الاحتجاجية في شوارع القاهرة.

والشيء الأكثر ضررًا، وفقًا لفهمي، هو أنَّ الجزيرة مباشر مصر، التي كان تمقتها إدارة السيسي العسكرية والتي حظرتها على الفور، كانت تستخدم التقارير التي كان يعدها لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية بعد ترجمتها للعربية، بالرغم من احتجاجه على ذلك باعتبار أنه قد يعرضه للاعتقال مع زملائه.

وعندما واجهته الشرطة بتشغيل أشرطة تتضمن أعماله التي عرضت على الجزيرة مباشر مص، وجد فهمي أنه وزملائه لم يكونوا يعملون في القاهرة وفقًا للتراخيص التليفزيونية.

لكن البداية كانت انحرافًا، ففي السجن وجد فهمي نفسه محاطًا بـ"جهاديي" داعش وأنصار الإخوان، حيث قال: "عندما أطلق القتلة الرصاص على العاملين بشارلي إيبدو في باريس وقتلوهم، صاح الجهاديون الشباب: نعم نعم، في تعبير منهم عن دعمهم للقتلة .. إن ورثة بن لادن والزرقاوي في المستقبل يولدون في سجن طرة".

بالعودة إلى الصحافة، بعد أكثر من عام في السجن، وبعد الكثير من الإهانة، فإن شعار فهمي في المؤتمر الصحفي سيكون "الصحافة ليست نشاطًا سياسيًا"، حيث قال: "الجزيرة مباشر مصر كانت بصراحة في صف الإخوان وضد الجيش، ومديرها في قطر لم يفهم قواعد الصحافة - إنهم منحازون للغاية، وكسروا قواعد الأخلاقيات الصحفية، ثم قدموا فقرة شارك فيها عدد من الضيوف في الاستوديو ﻹدانة ما يجري في مصر، وأعادوا تشغيل تقاريري، وكانت هذه ضجة إعلامية لصالح الإخوان، ثم أسسوا شبكة جديدة في تركيا ، باللغة الإنجليزية، وكانت داعمة للإخوان".

ويستمتع فهمي بتوجيه ضربات على نطاق واسع، حيث يقول إن "الجزيرة بدأت العمل في عام 1996، لكنها تحولت تدريجيا جزءا من الصراع، فقد أخذوا دور عملاء التغيير الديمقراطي بدلاً من أن يكونوا رسلا محايدين .. كل صحفي يجب أن يتحدى الحكومات، لكن الجزيرة تخطت الحد، وخصوصا في مصر، وكان هؤلاء الشباب الذين التقيتهم في السجن من المتعاطفين مع الإخوان هم الذين يرسلون المادة المصورة إلى الجزيرة مباشر مصر، هذا ليس هو المواطن الصحفي".

وقد وصلوا بعد ذلك إلى الحد القاتل، "لماذا لا تحقق الجزيرة في قطر؟ لم تذكر أي كلمة عن لقاءات المعارضة في قطر التي ليست بها أية اتحادات عمالية أو أحزاب سياسية أو حماية، فقد حكم بالسجن على محمد العجمي لكتابته قصيدة قيل إنها تحرض على كراهية أمير قطر".

ويوضح فهمي أن الجزيرة - التي أظهر على شاشتها أحيانا - لا تزال تشير إلى "مائة صحفي معتقل في مصر"، لكنه يقول "ذلك ليس صحيحا، فقد كنت في السجن مع كل هؤلاء الآلاف من الشباب، هناك تسعة صحفيين مصريين في الاتحادات العمالية كانوا في السجن، بخلاف خمسة آخرين لم تكن لديهم أوراق اعتماد العمل كصحفيين، والباقون هم طلبة بأجهزة آي باد ويطلقون على أنفسهم اسم المواطن الصحفي".

هل هناك نوع من متلازمة ستوكهولم ينطلق من هنا؟ خارج التسجيل، زعم مسئولو الجزيرة أن فهمي يعمل تحت إكراه من من الحكومة المصرية على الرغم من إنكاراتهم في البداية لاستخدام الجزيرة مباشر مصر تقارير فهمي.

ومن الصادم أن يقول فهمي "أنا أتفق مع ما فعله السيسي باجتثاث جذور الإخوان .. لقد شهدت بشكل مباشر سرطان الإسلام السياسي، وكيف كان يقضي على حداثة مصر التي أعرفها .. الانتظار ﻷربعة سنوات (حتى الانتخابات القادمة) واستخدام عقاقير تجريبية على مريض بالسرطان سيتركه ميتا، كان يجب أن نستأصل الورم".

فريق عمل ثقيل! كان شعوره بذلك يجعله يبطئ، حيث تابع القول "لكني أعتقد أن الأمور اتخذت طريقا أبعد بكثير، فحملة القمع على الحريات المدنية والصحافة وجماعات حقوق الإنسان، إضافة إلى النظام القضائي الخانق، لابد أن تكون أولوية أولى للسيسي في المرحلة القادمة من الإصلاحات، فمصر باتت محاصر بين عهد صدام البعثي، عندما كان كل شيء يجب أن يسير على هوى الرئيس، والطراز الحديث الذي يسعى السيسي لاستخدامه".

حسنا، فهمي في النهاية حصل على جواز سفره الكندي- سلم إليه، كما يروي لي، من قبل السفير الكندي بجانب سيارة السفارة خارج المحكمة "حتى لا يراه الصحفيون" - لكن مؤتمره الصحفي يجب أن يكون به أداء جاذبا للانتباه.

ويقول فهمي إن "هناك حربا باردة بين مصر وقطر (التي تدعم الإخوان)، وهناك أيضا حربا باردة بيني وقناة الجزيرة".

أنا أتساءل، كم من الوقت سيمر قبل أن نرى حوارًا بين فهمي والسيسي؟