Menu

مهاجرات لن يهنأن بالسلام في أرضنا

د.فايز رشيد

نشرت الصحف قبل بضعة أيام صورة لفتيات أمريكيات مهاجرات إلى الكيان، ومن بينهن ابنة السفير الأمريكي في الكيان الصهيوني فيلدمان. بدت الفتيات في غاية السعادة والانشراح على نيل الجنسية «الإسرائيلية»! هذا جانب من الصورة، أما الجانب الآخر فيتمثل في أنه بالنسبة للهجرة من دولة الكيان فقد تعاظمت في السنوات الأخيرة مقارنة مع الهجرة إلى الداخل. الأسباب بالطبع كثيرة، منها: حروب الكيان العدوانية، افتقاد الأمن، الأوضاع الاقتصادية (ليست بلاد السمن والعسل - مثلما يروجون!) والأهم عدم الشعور بالارتباط بالأرض، إذ يدرك كل مهاجر إليها أنها مغتصبة! وأهلها يقاومون من أجل تحريرها واستعادتها. من الأسباب أيضاً، العنصرية السائدة في دولة الكيان حتى بالنسبة لليهود أنفسهم، فالأشكنازي (الغربي) مميز عن السفارديمي (الشرقي) وكلاهما مميزون عن الفلاشا. هل هذه دولة يمكن العيش فيها؟ هكذا يفكر كثيرون من المهاجرين إليها. وبالتالي تزداد الهجرة منها

أيضا، وحسب دراسة حديثة صادرة عن مركز تراث «بيغن» فإن 59% من اليهود في الكيان توجهوا أو يفكرون بالتوجه إلى سفارات أجنبية للاستفسار، وتقديم طلبات للحصول على جنسيات أجنبية، بينما أبدت 78% من العائلات اليهودية دعم أبنائها الشباب للسفر إلى الخارج. ويستدل من دراسة صادرة عن مركز «مدى الكرمل» في حيفا (في أواخر عام 2016) أن هناك 1.5 مليون «إسرائيلي» يحملون جوازات سفر أجنبية، إضافة إلى مئة ألف يحملون الجواز الألماني، ونصف مليون يحملون الجواز الأمريكي، فضلاً عن 250 ألف طلب جنسية معلقة في سفارة واشنطن ب«تل أبيب». حتى تقرير «دائرة الإحصاء المركزية «الإسرائيلية» للعام 2016 أظهر أن الهجرة اليهودية إلى الدولة الصهيونية في تراجع مستمر. وحسب تقديرات إحصائية لمراكز وصحف غير رسمية (تابعة للدولة)، يغادر «إسرائيل» سنوياً لفترات طويلة حوالي 22 ألف شخص في حين يعود إليها خلال العام نحو 10 آلاف إلى 11 ألف شخص بعد غياب سنوات، ما يعني أن عدد من يهاجر سنوياً من الكيان هو نحو 11 ألف شخص ولكنهم يبقون مسجلين في سجل السكان

لقد بين سجل أصحاب حق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً، أن نحو 620 ألف شخص، أي نحو 11% من أصحاب حق الاقتراع هم في تعداد المهاجرين، وهذه النسبة كانت في عام 2009 نحو 8% الأمر الذي يعني أن الهجرة العكسية هي في تصاعد مستمر. من ناحية أخرى قال 27% من السكان اليهود في الكيان إنهم «راغبون في الهجرة من البلاد لو تمكنوا من ذلك». وفي ما يتعلق بتعريف الهوية، قال 83% من اليهود المحافظين دينياً و90% من المتزمتين إنهم يعرّفون أنفسهم كيهود، بينما 53% من العلمانيين يعرفون أنفسهم كيهود، و44% يعرفون أنفسهم ك«إسرائيليين».

وبالأرقام، فإن الهجرة من دولة الكيان تعاظمت في السنوات الأخيرة مقارنة مع الهجرة إلى الداخل. لقد أجري استطلاع، بهدف ما سمّي بإيجاد طرق لخطاب مشترك في الشارع الصهيوني. وقال مدير عام المشروع أوري كوهين «حقيقة، أن عدداً كبيراً كهذا يقولون إنهم سيغادرون البلاد لو تمكنوا من ذلك وهذا يدل على أن الكثير من مواطني «إسرائيل» لا يشعرون بالانتماء للدولة. وهذا معطى مقلق ويحتم علينا جميعاً مواجهة هذه القضية الصعبة». وأضاف أن «معطيات الاستطلاع تدلل على وجود مشكلة الشعور بالهوية والانتماء». من ناحية أخرى، عبّر الكاتب الصهيوني آريه شافيت عن قلقه الشديد من تعاظم ظاهرة توجه «الإسرائيليين» للحصول على جوازات سفر أجنبية بسبب عدم ثقتهم بإمكانية بقاء «إسرائيل». واستطرد، إن «فرص قدرة الدولة على البقاء قد تراجعت بسبب العمى الذي أصاب قيادتها والجمود الفكري الذي يتسم به أداؤها. إن الطلاب اليهود هم الذين يقودون حركة المقاطعة ضد «إسرائيل» في الولايات المتحدة، وهو ما يدلل على تآكل القناعة الشعبية اليهودية بعدالة المواقف الصهيونية».
في السياق نفسه جاءت مقالة الصحفي جدعون ليفي في «هآرتس» الذي يرى: (أن رفض القيادات «الإسرائيلية» إقامة دولة فلسطينية يجعل مصير «إسرائيل» كله تتهدده الأخطار). أيضا وفي إحدى ندواته، تحدث الكاتب سامي ميخائيل عن العنصرية الصهيونية في الكيان «التي تعمل على فك ارتباط اليهود بدولتهم».. وعلى ذلك قس

نقول للفتيات المهاجرات... لن تهنأن بالسلام في أرضنا الفلسطينية.