Menu

وزارة الحج المسيحي

هاني حبيب

صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قبل بضعة أسابيع على تحويل عقارات وأملاك للكنيسة للجمعيات الاستيطانية في إطار الصفقة التي تم إقرارها بين جمعية "عطيرت كوهانيم" والبطريركية اليونانية الأرثوذكسية في القدس المحتلة، ورغم كافة الاحتجاجات إلا أنه لم يتوفر الضغط الكافي لمنع الاحتلال من تنفيذ هذه القرارات العنصرية تحت غطاء من القضاء الإسرائيلي.

هذا القرار يحرم البطريركية الأرثوذكسية التي أقيمت في بلادنا المقدسة لأكثر من ألفي عام، من القيام بالمناسك الدينية الكنسية من ناحية، إلا أن الأخطر من ذلك التأثيرات السلبية على المجتمع الفلسطيني، في شقه المسيحي العربي وتشجيع بعض أفراده على الهجرة، الأمر الذي يستجيب لخطط الاحتلال في تهويد مدينة القدس وإفراغها من المجتمع العربي، مسيحيين ومسلمين على حد سواء من ناحية ثانية.

في غياب عدم تعريب الكنيسة الأرثوذكسية الفلسطينية في ظل تواطؤ قياداتها الحالية وسيطرة الكنيسة اليونانية عليها، فإن قرارات مشابهة من قبل الاحتلال، من شأنها الاستمرار في صفقات لصالح الاستيطان والتهويد، وعليه لابد من التغلب على كافة العقبات التي حالت حتى الآن دون تعريب هذه الكنيسة.

وبهدف تعريب هذه الكنيسة وإعادتها إلى حيث أصولها ومرجعها، فإن الأمر قد يتطلب إضافة إلى وسائل أخرى، تشكيل وزارة للحج المسيحي تهتم بتنظيم الحجيج إلى كافة الأماكن المسيحية المقدسة في بلادنا التي هي مهد هذه الديانة وبحيث تصبح هذه الوزارة مرجعاً رسمياً للتعامل مع الحجاج المسيحيين في كل أنحاء العالم، المقصود هنا جهة فلسطينية عربية هي التي تتولى عملية تنظيم عملية الحج وبحيث لا تترك للجانب الإسرائيلي حتى في المناطق الخاضعة للإدارة السلطة الوطنية الفلسطينية، وبحيث تتولى هذه الوزارة التنسيق مع الدول المجاورة بهذا الشأن، خاصة الأردن و مصر لتنظيم جولات الحج بين هذه الدول معاً.

وقد يبدو للوهلة الأولى أن الأمر يتعلق بالسياحة الدينية، وهذا صحيح، إلا أن ذلك لا يقتصر على هذا البعد الهام، فالمسألة تتعدى ذلك إلى المرجعية الرسمية صاحبة الولاية، وهي فلسطين، إضافة إلى تمتين أواصر الانتماء بين شرائح المجتمع الفلسطيني بكافة طوائفه في إطار المواطنة الصادقة.

هذه الوزارة، بصرف النظر عن اسمها، ستشكل إحدى أهم أدوات المواجهة مع القرارات العنصرية التهويدية الإسرائيلية، وما زال الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تخلف حكومة الوفاق الوطني الحالية في إطار السعي لإنهاء الانقسام، فإننا ندعو إلى أن تنضم وزارة الحج المسيحي إلى التشكيل الوزاري الجديد!