Menu

غزة بين مطرقة السلطة وتقاعس الفصائل

خالد بركات

مئات المزارعين والصيادين والعمال خرجوا يوم أمس في قطاع غزة المحاصر ليشاركوا في مظاهرة حاشدة نظمتها لجان العمل الزراعي تحت شعار " دعماً للوحدة الوطنية وجهود المصالحة " ولكن حكومة رام الله طرشاء وخرساء ومطنشة لكل نداءات الناس وقد أغلقت اذنيها بالصمغ الاسرائيلي -الأمريكي - فلا تسمع نداء الصيادين والمزارعين في غزة ولا حتى نداء الشعب كله.

ونعرف أن مكالمة هاتفية واحدة من ضابط صهيوني صغير كفيلة بأن تجعل سكان القصور ومقر المقاطعة في المنطقة الخضراء يتراقصون مثل القردة على قدم واحدة، وسيبذل أصحاب المقامات العليا المزيد والمزيد والمزيد من الجهود حتى يرضى شلومو الزعلان.

الصيادون والمزارعون والعمال والحرفيون في غزة هم أعمدة الصمود والمقاومة الحقيقية التي لا نراها على شاشات الفضائيات، فهذه فئات عمالية وشعبية منتجة ونشطة وتشارك في بناء الاقتصاد الوطني وتعمل بيديها ، ليست هاملة كما هو حال السلطة. هذه طبقات تزرع وتقلع وتحرث الأرض والبحر معاً ولولاها لما صمد أحد في غزة ..طبقات شعبية مناضلة لا تحتاج منة أو صدقة من أحد خصوصاً من الذين يحاصروها منذ عشر سنوات وأكثر.

سكان القصور في الضفة طلبوا من حركة حماس حل اللجنة الادارية، وقد فعلت الحركة. لكن تجار الوطن في رام الله وخلفهم جيش السحيجة من المثقفين - في الضفة وغزة ومعاً- ، يبررون البطئ في رفع القرارات الجائرة بحق القطاع بحجة أن القرار يجب أن يصدر عن (م.ت.ف) وليس عن الحكومة !

هذه المماطلة من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وفريقه في عدم إلغاء كافة القرارات والاجراءات المجحفة بحق القطاع يستلزم موقفاً وطنياً من جميع القوى الوطنية والاسلامية بل ومن عموم الناس ويجب أن تكشر غزة عن أسنانها هذه المرة وترفع صوتها أكثر. وربما صار يجب تسيير مظاهرات حاشدة وغاضبة أمام معبر رفح ضد استمرار الحصار.

والمحزن أكثر ليس همالة السلطة الفلسطينية وحسب بل وتقاعس وتواطئ الفصائل الفلسطينية في الضفة ( بما في ذلك حركة حماس في الضفة ) وحالة الموات التي تعيشها هذه القوى وهي تتفرج على شعبنا في القطاع يصرخ من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وكسر الحصار لكن دون أدنى استجابة لمطالبه العادلة، ولو في إصدار موقف وبيان هزيل ولو من باب " الأخوة " ورفع العتب !