Menu

جنوب السودان أم بيافرا

معن بشور

تعبيرية - استفتاء الانفصال في كردستان

يخطئ الذين يقارنون بين استفتاء اقليم كردستان واستقلال جنوب السودان ، رغم أن مشروع تقسيم دول المنطقة هو مشروع واحد من جنوب السودان الى شمال العراق الى دول عديدة في المنطقة.

أول الفوارق أن استفتاء جنوب السودان جاء تطبيقاً لاتفاقية بوجا بين حكومة السودان والحركة الشعبية في جنوب السودان، فيما الاستفتاء في اربيل جاء دون اتفاق مع المركز في بغداد، بل هو مناقض له ومخالف لدستور شاركت القيادات الكردية بوضعه وكانت الأكثر حماسة لاقراره.

ثاني الفوارق أن استقلال جنوب السودان كان يحظى بتعاطف العديد من دول الجوار التي رعت التمرد المسلح ودعمته لضرب الدور الاقليمي للسودان في القلب الافريقي، فيما كل الدول المجاورة للكيان الكردي تعارض بشدة قيام الدولة الكردية ومستعدة للسير في مواجهتها بكل الأساليب والوسائل.

ثالث الفوارق هو أن استفتاء جنوب السودان جاء تطبيقاً لاتفاق سعى لانهاء حرب أهلية استمرت عشرات السنوات، فيما استفتاء شمال العراق جاء بعد 14 سنة من التعاون بين القيادات الكردية مع قيادات عراقية أخرى جاءت معها الى السلطة بعد احتلال العراق، وشاركت معها في كل الحكومات التي قامت في العراق بعد 2003، وبالتالي لم يكن هناك اضطهاد يبرر الدعوة للانفصال.. بل ان هذه الدعوة تفتح المجال لقيام حرب أهلية في العراق.

حرصت أن أورد هذه الفوارق لكي أتوقع، بشىء من التحفظ، لهذا الانفصال مصيراً مشابهاً لمصير اقليم بيافرا، الذي حاول بتشجيع اسرائيلي، الانفصال عن نيجيريا في ستينيات القرن الماضي خصوصاً اذا لم تمتلك قيادة البرازاني شجاعة للتراجع عن مغامرة محفوفة بالمخاطر الكبرى على مصير العراق بكل مكوناته، وفي مقدمها الاخوة الأكراد الذين كنا دائماً مع اقرار حقوقهم القومية والثقافية وحكمهم االذاتي داخل عراق ديمقراطي موحد وآمن ومستقر يستعيد دوره التاريخي في محيطه العربي والاسلامي.