لماذا أصيب اليسار الصهيوني بالصدمة من تصريحات آفي غاباي الذي لايريد إخلاء المستوطنات في الضفة الغربية ولايرى أن هذا ضروري في أي حل مستقبلي؟
هل لأن هذا اليسار فعلا يرى أنه لن يكون هناك حل مع الفلسطينيين إلا بتفكيك الاستيطان، أم أن غاباي في الحقيقة لم يقعل أكثر من تحطيم الحائط الورقي الهش بين اليسار واليمين وجمعهم جميعا في غرقة واحدة، بدون أقنعة وبدون رتوش؟
عموما قالت تقارير صهيونية أن تصريحات زعيم حزب آفي غاباي للقناة التلفزيوينية الثانية بأنه لايعتقد أن المستوطنات سيتم إخلاؤها خلال اتفاق سلام مستقبلي، أثارت عاصفة سياسية في الأوساط اليسارية الصهيونية، وزعم غاباي بأن هذه الحلول "غير صحيحة".
وعلق يساريون صهاينة لم تذكر أسماءهم أن تصريحات غاباي تتنافى مع حقيقة كونه انتخب على رأس العمل كبديل لليكود ونتنياهو، بغرض إحداث تغيير وانفراج سياسي، لا أن يكون نسخة مما هو موجود بالفعل.
وقال إيلان جيلون عضو الكنيست عن حركة "ميرتس" أن كلمات غاباي "مؤسفة - ليس هناك حل سياسى لا يتضمن تسوية اقليمية وليس من خلال معسكر السلام".
وفي الوقت الذي التزم فيه أعضاء أساسيون من حزب العمل الصمت تجاه تصريحات غاباي، قال زهير بهلول عضو الكنيست إن حيازة غاباي على السلطة لاينبغي أن تأتي على حساب التخلي عن "القيم والمبادئ" . وقال أعضاء في العمل أن مهلة السماح للزعيم الجديد (المائة يوم) لم تنتهي بعد، ولكن يبدو أنه يقود إلى تآكل الأيدلوجية الأساسية لـ"معسكر اليسار". وقال مسؤول حزبي كبير أنه يبدو أن اليسار يريد في هذه المرحلة "إخلاء بيبي وليس المستوطنات" في إشارة إلى الصراع على السلطة وطموحات غاباي. من جهته ندد رئيس حركة "السلام الآن" بتصريحات غاباي، وقال "إن تصريحات آفي غاباي خاطئة ومضللة، وإن إخلاء المستوطنات ضروري لحل الدولتين. ".
من جانبهم زعماء اليمين الصهيوني التزموا أيضا الصمت تجاه تصريحات غاباي، وإن أعرب البعض عن السعادة بها، وقال بعضهم إن كلامه دليل على أن ما يقوله اليمين "هو الحق".
وقال عضو الكنيست شولي ماليم (البيت اليهودي) "مبروك للزعيم آفي غاباي الذي سرعان ما أدرك أن أيدلوجيته مفلسة، وأن اقتلاع المستوطنات أصبح غير ذي صلة وأقل واقعية، ". وأردف "حتى اليسار المموه لن يشكل حكومة". وقال أوفير صوفر السكرتير العام لحزب الاتحاد الوطنى عن "غباي يظن أن إضفاء لمسة عصرية والتنصل من العرب سيجلب بضعة مقاعد شيء ".
