Menu

الفوضى: استراتيجية نتنياهو في حرق أرض السياسة الصهيونية

بوابة الهدف/إعلام العدو/ترجمة خاصة

كتب الصحفي الصهيوني بن كاسبيت أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يعتقد خطأ أن تعيين أصدقائه والمقربين منه في مناصب رئيسية في الشرطة والنظام القضائي سيحميه من التحقيقات.

روني الشيخ شخصيا الذي هاجمه نتنياهو منذ يومين في موضوع التسريبات حول التحقيقات كان تم اختياره لموقفه القريب من نتنياهو في كانون الأول /ديسمبر بعد أن كان نائبا لمدير جهاز الشين بيت، وكان مرشحا لتولي منصب هذا المدير عندما طلب منه نتنياهو أن يصبح الشرطي رقم واحد في الكيان الصهيوني.

ويكتب بن كاسبيت أن استراتيجية نتنياهو تقوم على تعيين جماعته في المناصب الرئيسية وخاصة تلك المرتبطة بتنفيذ القانون، والهدف منهم كان المحافظة على الهدوء وتجنب الكلام المزعج حول نتنياهو وعائلته مثل التحقيقات التي خضع لها بعد خسارته انتخابات 1999.

المدعي العام الحالي، جنرال احتياط إفيشاي ماندلبليت تم الضغط عليه أيضا من قبل نتنياهو في شباط/فبراير 2006 عندما كان المدعي العسكري السابق يشغل منصب أيمن سر نتنياهو وهذه ثقة صريحة، بين الرجلين، ومن المعروف أن ماندلبليت كان لاعبا أساسيا في مكتب نتنياهو، وكان ينظر إليه باعتباره واحدا من "أبناء نتنياهو" بالمعنى السياسي.والذي نجح في تليين، وتخريب ورفض أي معلومات سلبية من قبل سلطات إنفاذ القانون الواردة  بشأن رئيس الوزراء أو زوجته..

يضيف بن كاسبيت أن من الواضح اليوم أن هذه الاستراتيجية قد انهات، فقفد أعطى مفوض الشرطة دعمه الكامل للفريق المعزز من المحققين من وحدة شرطة النخبة التي تتقدم بسرعة في تحقيقاتها في قضايا الفساد 1000 (ويشتبه بنتنياهو بتلقي الهدايا من رجال الأعمال) و 2000 (نتنياهو وناشر يديعوت أحرونوت أرنون موزيس والاشتباه  في أنهما يخططان  لاتفاق للتغطية الإيجابية لنتنياهو في الإعلام). وهذه الحالات تهدد استمرار حكم نتنياهو.

 كان ماندلبليت هو الذي أمر بإجراء التحقيقات، وهو الشخص الذي يحتفظ بيانجازات مهمة فيها ويشمل ذلك القرار الدرامي لتحويل آري هارو، رئيس أركان نتنياهو السابق، إلى شاهد دولة ضد رئيسه. ومن المفترض أن يكون ماندلبليت هو الذي سيقرر ما إذا كان تقديم لائحة اتهام جنائية ضد رئيس وزراء يجلس في كرسيه، للمرة الثانية في تاريخه (كان إيهود أولمرت هو الأول الذي أدين).

منذ يومين هاجم نتنياهو روني الشيخ بشكل صارخ، عبر ما أسماه "تسونامي التسريبات" من التحقيقات ضده. ولم يكلف نتنياهو نفسه عناء تمويه أفعاله أو استخدام أحد رجاله في  الليكود. بدلا من ذلك، هو نفسه هاجم علنا ​​المفوض.

وفى الوقت نفسه، اعلن احد اعضاء الليكود المقربين ديفيد امزاليم. أنه في الأسبوع المقبل سوف يقدم مشروع قانون لمنع التحقيقات على رئيس الوزراء في منصبه. والآن أصبح القضاء هدفا لرجل نتنياهو. ومن الأمثلة على ذلك سلسلة المظاهرات التي تجري في مواجهة منازل رئيس المحكمة المتقاعد ميريام ناعور والرئيس المنتخب حديثا إستر هيوت. في وقت واحد يوم 15 أكتوبر، وعودة نتنياهو للكلام عن إغلاق هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة: وأعلن عن تشكيل لجنة تحقيق برلمانية للتحقيق في تمويل جمعيات غير ربحية يسارية في الكيان الصهيوني من قبل جهات أجنبية. وهذا كله عمل يوم واحد.

يضيف بن كاسبيت أن نتنياهو استمد استراتيجيته هذه من دونالد ترامب: خلق الفوضى وبدء الهجمات ونزع الشرعية عن الهيئات المنوط بها تحديد مصيره.

والعلاقات بين نتنياهو وماندلبليت معقدة حيث أشار مصدر داخل دائرة نتنياهو الداخلية بشرط عدم الإفصاح عن اسمه إلى "خيانة" ماندلبليت والشيخ. كما تحدث عن "عبور الخطوط الحمراء" من قبل مراقب الدولة جوزيف شابيرا (في اشارة الى تقرير شابيرا على عملية صنع القرار في الحكومة قبل وأثناء حرب غزة 2014). ومنذ أن أيقن نتنياهو أن كل هؤلاء الأشخاص أداروا ظهورهم له وغدروا به، قرر محاربتهم بكل قوته: إنه يأمل في رسم الشرعية واستعادة شعبيته، التي لا تزال ترتفع في الليكود وبين الناخبين اليمينيين في "إسرائيل" .

إن عددا كبيرا من مبادرات نتنياهو المتقلبة لن تأتي بثمارها. وفي الوقت نفسه، يحقق رئيس الوزراء أهدافه: فهو يخلق الفوضى، ويدبر الأحداث الجارية ويكيل الضربات أسبوعيا إلى أعداء وهميين، محاولا خلق الانطباع بأن الهجوم عليه يتم من قبل شخصيات شيطانية غامضة يمولها ويديرها اليسار.

وقد نقل عن نتنياهو لأنه لن يسمح بالإطاحة به كما أطيح بأولمرت بسبب التحقيقات الجنائية، وكان أولمرت، كما هومعروف حكم بالسجن بتهمة الاحتيال وخيانة الأمانة التي تدور حول 000 60 شيكل (000 17 دولار). ولكن التحقيقات حول نتنياهو تدور حول فساد أكبر بكثير،  ولكن في الوضع السياسي الصهيوني، لاحاجة للأدلة، فكل معسكر يؤمن بما يقوله قادته، لامكان لحقائق صحيحة أومزيفه، والجانب الأكثر تصميما وعدوانية سيفوز،  على الأقل هذا ما يعتقده نتنياهو. الأشهر القادمة ستكون مثيرة بشكل خاص. لقد انتهت فترة العطلة اليهودية التي أصابت النظام السياسي بأكمله بالشلل خلال شهر أيلول / سبتمبر. وسوف تبدأ الدورة الشتوية للكنيست، وسيتم استدعاء نتنياهو في الأسابيع المقبلة ليتم استجوابه تحت الحذر آخر ثلاث أو أربع مرات؛ هذا بالإضافة إلى خمس مرات تم التحقيق فيها بالفعل. وينصب التركيز على علاقاته مع مختلف كبار رجال الأعمال وأهل التبرعات، والفوائد ذات أبعاد عملاقة أنه تلقاها على مر السنين، وتعتبرقضية العلاقة مع ناشر يديعوت أحرونوت هي الأكثر شراسة ، واستنادا إلى سلوكه في الأسابيع الأخيرة، يبدو أنه يعتزم القتال حتى النهاية المريرة. وليس لديه ما يمنعه من ترك الأرض محروقة وراءه.