Menu

"الغانم" .. وقفة عز!

هاني حبيب

رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو يعلن من جديد، وفي السادي من أيلول/ سبتمبر الماضي، أن هناك تعاوناً على مختلف المستويات بين حكومته ودول عربية ليس بينها بوين الدولة العبرية "اتفاقات سلام" وأن الاتصالات تجري معها بصورة غير معلنة، وتجري أوسع نطاقاً من كل تلك التي جرت في سنوات ماضية، مشيراً إلى أنه عندما تكون لحكومته والدول العربية الرئيسية رؤية واحدة، لا بد من التنبه، إلى أن هناك "شيئاً يحدث"!

وزير الاتصالات في حكومة نتنياهو، أيوب قرا، يرى أن دول الخليج مهيئة لعلاقات دبلوماسية مكشوفة مع إسرائيل، كونها تشعر أنها مهددة أكثر من إيران وليس من إسرائيل، العلاقات تشكّل سرية، - حسب قوله – لأن ثقافة شرق أوسطية "حساسة" إزاء مسألة العلاقات العلنية!

كثيرة هي الأقوال والتصريحات، من قبل المستويات السياسية والإعلامية لدى الدولة العبرية، التي تشير إلى توسع رقعة الاتصالات والعلاقات السرية وشبه السرية مع الدول العربية، الخليجية على وجه الخصوص، وما يمنع تطور هذه العلاقات إلى العلنية، حسب هذه المستويات، الثقافة السياسية لدى الشعوب العربية التي ما تزال ترى في الدولة العبرية العدو الأول المهدد لوحدتها وعروبتها، وأن استبدال هذا العدو، بعدو مصطنع، كإيران مثلاً، من قبل بعض الأنظمة العربية، يواجه برفض شامل من قبل الجماهير العربية.

تابعت شخصياً، ردود الفعل لدى وسائل الإعلام العربية، على موقف رئيس مجلس الأمة الكويت ي مرزوق الغانم المشرف والجريء عندما تصدى لرئيس وفد الكنيست الإسرائيلي في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في سانت بطرسبورغ الروسية الأسبوع الماضي، وقام بطرده باعتباره ممثلاً لقتلة الأطفال الفلسطينيين، إلا أني لم أجد تغطية كافية لهذا الحدث الهام والجريء من قبل معظم وسائل الإعلام العربية، ما يعكس استخفافاً بهذا الحدث من ناحية، وتماهياً مع بعض الأنظمة العربية التي فوجئت على الأرجح من هذا الموقف الشجاع الذي يعكس رؤية الجماهير العربية تجاه الصراع العربي – الإسرائيلي.

إن أهمية موقف الغانم، أنه يأتي في ظل ما يقال عن تراجع القضية الفلسطينية التي كانت يوماً ما قضية العرب الأولى على المستويين الرسمي والشعبي لدى الشعوب العربية لكي تؤكد "مجدداً" أن هذه القضية رغم كل المستجدات والتداعيات، ما تزال قضية الشعوب العربية، إلا أن الأهم من ذلك، أن موقف الغانم، يأتي في ظل تزايد الحديث والرهان على علاقات متطورة بين الأنظمة الخليجية والدولة العبرية السرية، وشبه السرية، ولعل في هذا الموقف ما يعيق هذه الأنظمة عن تطوير موقفها المخزي والجبان إلى علاقات علنية مع دولة الاحتلال والعدوان، وعلى هذه الأنظمة مراجعة مواقفها وسياساتها، لأن الجماهير العربية لن تسكت على أية علاقات مع العدو، وأن صمت هذه الشعوب لم يثمر إزاء السياسة الرسمية التي تحاول اصطناع أعداء لتغييب العدو الحقيقي، إسرائيل، عن ساحة المواجهة!