Menu

الطاهر: وعد بلفور تأسس ضمن رؤية استعمارية لمستقبل الوطن العربي

الطاهر

بيروت _ بوابة الهدف

قال مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين د. ماهر الطاهر، ظهر اليوم الأربعاء، وفي الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، أنَّ الصراع التاريخي القائم بين القوى الاستعمارية المسؤولة عن قيام الكيان الصهيوني وبين الأمة العربية وقوى المقاومة، لا زال مفتوحاً، وأن مواصلة مقاومة المشروع الاستعماري في المنطقة العربية لا زالت تحقق النتائج، مُذكراً بأن "الخطورة أنه بعد 100 عام على وعد بلفور ينتقل الاستعمار من مرحلة إلى مرحلة أخرى".

وبين الطاهر، خلال حديثه في برنامج "ندوة الأسبوع" عبر قناة الميادين، أن وعد بلفور لم يتأسس على قاعدة "عودة اليهود إلى أرض الميعاد" كما روجت الحركة الصهيونية، بل أنه "تأسس ضمن رؤية استعمارية لمستقبل الوطن العربي ولمستقبل المنطقة ككل".

وأردف الطاهر "كنَّا أمام عمل استعماري استراتيجي كبير يستهدف المنطقة بأكملها والأمة بأكملها"، وأنه "من هذه الزاوية تمكَّن الغرب الاستعماري أن يزرع كيان عازل بين مصر والمشرق العربي، خاصة عندما تحركت جيوش محمد علي، شعروا بقلق شديد اتجاه امكانية تحقيق الوحدة العربية، وتشكيل واقع عربي كبير"، مُضيفاً أن مواجهة تطلعات الأمة العربية بتحقيق الوحدة، بدأت بخلق الكيان الصهيوني.

كما واستعرض الطاهر تاريخ الوجود الصهيوني في فلسطين، مشيراً إلى أنه "عندما حصلوا على وعد بلفور كانوا 50 ألفاً، وعند قيام الكيان الصهيوني عام 1948 صاروا 650 ألف، بعد ذلك لعبوا دوراً في العدوان الثلاثي على مصر، ثم بعد ذلك احتلوا أراضٍ عربية عام 67، أما الآن فيريدون أن ينتقلوا من مرحلة تأسيس الكيان الصهيوني في المنطقة، إلى مرحلة دمجه".

وتابع "أود أن أشير أنه عندما نشأ المشروع الصهيوني وتم إقامة الكيان، بن غوريون خاطب جنوده: إذا كنتم تعتقدون أن ما حصلنا عليه بسبب ذكائكم فأنتم على خطأ، ما حصلنا عليه بسبب تفسخ العالم العربي".

وأشار الطاهر إلى أن ما ساعد المشروع الصهيوني حين قيام دولة "إسرائيل" هو أن "قسم كبير من اليهود اللي ذهبوا لفلسطين كانوا من الدول العربية"، مستشهداً في الوقت ذاته أنه "حصلت اتصالات سرية بين عديد من الدول العربية مع الكيان".

وذكّر الطاهر بأننا أمام المشروع الذي تمكن من التمدد وتحقيق النجاحات، "كيان قوي في مختلف المجالات".

وحول الوضع الراهن للحالة الفلسطينية وواقع المصالحة الوطنية، قال الطاهر أن "هناك تطور مهم حصل بعد سنوات الانقسام، فنحن أمام وضع جديد بعد أن أدركت حماس ووصلت لقناعة التعاون مع السلطة الفلسطينية وإنجاز المصالحة". 

وختم الطاهر أنه إذا ما استعدنا الوحدة الوطنية، وأصبحنا نسير على "السكة الصحيحة"، فذلك من زاوية النظر لأهمية استخلاص الدروس والعبر من المرحلة السابقة"، مذكراً بأن أهم استخلاص يمكن الخروج به هو استحالة الوصول لحل سياسي مع الكيان الصهيوني، بل ضرورة أن نعود لخط سياسي جديد يقوم على قاعدة المقاومة. الكيان لا يُريد حلولاً من الممكن أن تعطي الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، ولن ينسحب من الضفة".