Menu

بكيرات لـ"الهدف": ما يجري بالأقصى أخطر من مجرّد تركيب كاميرات.. الاحتلال يخوض حربًا تستهدف القدس بكلّ مكوّناتها

كاميرا مُراقبة في محيط المسجد الأقصى - ارشيف 2017

غزة_ بوابة الهدف_ بيسان الشرافي

أكّد رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى د.ناجح بكيرات أنّ ما يقترفه الاحتلال الصهيوني في القدس المحتلة هو أكبر وأخطر من مُجرّد تعزيزٍ لإجراءاته الأمنية بتركيب كاميرات مُراقبة مُتطورة في مداخل الأقصى.

وشدّد د.بكيرات، في مقابلة خاصة لـ"بوابة الهدف" على أنّ الاحتلال أعلن حربًا بكلّ ما للكلمة من معنى تستهدف المدينة المُقدّسة بكافّة مُكوّناتها ابتداءً بالأرض والمقدّسات مرورًا بالهويّة والتاريخ ، وصولًا لاستهداف الإنسان المقدسي.

وكانت القناة 10 "الاسرائيلية" ذكرت أنّ سلطات الاحتلال نصبت كاميرات مراقبة مُتطوّرة جدًا في كافة مداخل المسجد الأقصى المُخصصة لدخول الفلسطينيين، باستثناء باب الأسباط، مساء أمس وبطريقة سرّية، مُشيرًة إلى أنّها أكثر تطوّرًا من سابقتها التي تمّ تركيبها قبل أشهر في الأقصى، ومن ثمّ أُزيلت بفعل الحراك الشعبي.

من جهته أوضح د.ناجح بكيرات أنّ "الاحتلال ومنذ العام 1967 وضع برنامجًا لتهويد المدينة المقدسة، والسيطرة على مقدّساتها الإسلامية والمسيحية، ولكنّ ما فاجأه هو فشل سياساته وبرامجه، على مدار نصف قرن  في تحقيق أهدافها الاستراتيجيّة، في مقدّمتها السيطرة على الأقصى. يُؤكّد هذا فشل الاحتلال الأخير بمحاولة تركيب البوابات الالكترونية في المسجد، حيث أجبره المقدسيّون، عبر سلسلة من الاحتجاج وخطوات الرفض، على إزالتها".

وعليه، ذهب الاحتلال لإعادة النظر في طريقة التعامل مع المقدسات والمقدسيين، فأعدّ مُخطّطًا يرتكز على 3 محاور وأهداف استراتيجيّة، وفق بكيرات، "أوّلها: الحرب على المدينة والمقدّسات عبر تعزيز الوضع الأمني لجعلها تكون أشبه بالسّجن، حيث انتشار نحو 5 آلاف شرطي في محيطها وقلبها، إضافة للقوّات الخاصة والمخابرات، والحواجز شبه الثابتة، ونحو1000 من الكاميرات المتطورة، عدا عن الزيادة المُمنهجة في أعداد المُقتحمين".

وتحدّث بكيرات عن المحور الثاني وهو استهداف الإنسان المقدسي، وخنقه كما يُخنَق المسجد الأقصى، حيث عمليّات الملاحقة والتهجير والإبعاد والاعتقال بالجُملة وهدم البيوت والقتل وغيرها. وفي مقابل عملية الانتقام التي يتعرّض لها المقدسيّون، تُصعّد سلطات الاحتلال من سياسة الإحلال لمستوطنيها في القدس.

واستشهد د.ناجح بمثال حيّ شهدته المدينة المُقدّسة، اليوم الأربعاء، وهو انتشار المئات من عناصر الشرطة "الإسرائيلية" في المنطقة اليوسفيّة بباب الأسباط في محاولة لمنع دفن الشهيد الأسير مجد الطحّان، الذي ارتقى في سجون الاحتلال أمس، بعد معاناته من مرض السرطان والإهمال الطبّي خلال الأسر.

فيما يستهدف المحور الثالث ضمن المخطط الصهيوني إلى تغيير ملامح المدينة، بمعنى تغيير الهويّة البصرية لها، لجهة تكثيف وتعميم الرموز اليهودية والأسماء العبرية والأفلام الثقافية والعروض السينمائية والنشاطات اليهودية الليلية والنهارية، لما يضعنا أمام اختطاف للمدينة المُقدّسة عاصمة الشعب الفلسطيني، واختطاف لهويّتها لجهة تحويلها لمدينة يهوديّة تكون عاصمة للكيان، حسبما أوضح رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى.

وحول ردود الفعل على هذه المخططات الصهيونية، التي يندرج تحتها الإجراء الأخير بنصب الكاميرات على مداخل الأقصى، قال بكيرات "إنّ النشطاء الذين كانوا يقودون الحراك الشعبي ضدّ إجراءات الاحتلال الأمنية والتهويدية في العاصمة هم في سجون الاحتلال الآن وفي الإبعاد، إضافة لما انتهجه سلطات الكيان منذ حراك القدس الأخير، من تصعيد في سياسات القمع خلال الشهور الثلاثة الأخيرة ومُصادرة ملايين الشواكل من الأهالي في بيت المقدس".

وقال، في اتصال هاتفي مع "بوابة الهدف": للأسف، كل اللذين قالوا سنقف مع أهل القدس تخلّوا، وبقي المقدسي وحيدًا اليوم، وردود الفعل على إجراءات الاحتلال خجولة.

واستدرك مُؤكّداً "رغم هذا لن نيأس، ولن نخرج من القدس، باقون فيها، فنحن أهلها وأصحاب الحق التاريخي والديني والثقافي في القدس والمقدسات، وبإمكاننا صُنع شيء، بتوحّدنا مُسلمين ومسيحيين".

وناشد "السلطة والجماهير الفلسطينية والعالم العربي والإسلامي ترك خلافاتهم، وجعل القدس البوصلة" مُشدّدًا على أنّه ما دامت القدس تعيش هذه الحالة ستبقى الأمة مُشتَّتة.

وأضاف بكيرات "المطلوب من الأوقاف الفلسطينية وكذلك الأردنية توضيح موقفهما واستخدام كلّ أذرعهما الرسمية في مواجهة ما يجري من إعلانٍ للحرب في المدينة المُقدّسة، والاحتجاج عليه وتبيان ونقل معاناة أهل القدس".

وكانت سلطات الاحتلال ركّبت بوابات الكترونيّة على بوابات المسجد الأقصى، مُنتصف يوليو الماضي، وهو ما قابله المقدسيّون بموجة عارمة من الرفض والاحتجاج، عبر التظاهرات والاعتصامات التي أقاموها عند أبواب المسجد، تخلّلها مواجهات عدّة بين جنود الاحتلال والنشطاء، إضافة لمنع المقدسيين من دخول المسجد بعد رفضهم المرور على البوابات

وبعد نحو أسبوعٍ من الاحتجاج الشعبي المقدسي المُتواصل، أُجبرت سلطات الكيان على إزالة البوابات الالكترونية، لكنّها استبدلتها بتقنيات أخرى وكاميرات حراريّة ونُظُم تفتيش يدويّة، وهو ما رفضه المقدسيّون أيضًا.