Menu

إن استمروا في قيادة مركبنا المتهالكة..

طلال أبو شاويش

إن استمر نفس عجائز البحر الهرمين، المدمنين، المصابين بالعته و بالربو...إن استمروا في قيادة مركبنا المتهالكة... فليس غريباً أن نري بعد حين أمير الحب و الجمال زياد خداش يرتدي بنطالاً انجليزياً قديماً متسخاً، عاري الصدر يتكوم وسط أوراقه وكتبه وسط ساحة منارة رام الله... أمامه امرأة نصف عارية ممددة على بطنها... يمسك بغصن زيتون و يعزف أغنية استعطاف على ظهرها العاري...

_همس أحمد المارين به لصديقه المسطول:

_هذا خداش و هذه حبيبته المصابة بسرطان الرحم منذ عقدين.... سكنا في كشك الحديقة في قصر والدي لسنوات... المسطول يضع عشرين شيكلاً في القبعة الجائعة لزياد و يمضي!

ولا غرابة إن شاهدت شيخ الحكاية الغزية غريب عسقلاني يرتدي بالطو أسوداً ملطخاً بالقهر و الجوع.. يترنح حافياً في أزقة سوق الزاوية وسط مدينة غزة القديمة يصطاد الخبز والزعتر بلحيته الكثة البيضاء!

اصلبوني على صرح العنقاء وسط ميدان فلسطين قبل أن أسمع بهذا !