يعود إلى بلدته الناصرة من إيطاليا حيث يقيم، قبل عطلة أعياد الميلاد لمساعدة والده في توزيع بطاقات الدعوة لزفاف شقيقته الصغرى ومشاركة العائلة بأعياد الميلاد المجيد، خلال توزيع البطاقات التي تجوب بها السيارة شوارع وأزقة مدينة الناصرة، تجري حوارات بين الابن والأب، حول الاشتياق إلى الأرض والناس والاغتراب والهجرة القسرية وتمسك الفلسطيني بأرضه ورفضه للترحيل.. هذه هي قصة الفيلم الفلسطيني "واجب" والذي فاز بجائزة أفضل فيلم روائي بمسابقة "المهر الطويل" في مهرجان دبي الدولي في دورته الرابعة عشرة، الأسبوع الماضي، لينضم بذلك إلى سلسلة الإبداعات الفلسطينية في مجال الأفلام الروائية التي بدأت مع انتاج الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أول فيلم روائي فلسطيني من إخراج المخرج العراقي الكبير قاسم حول الذي كان مسؤول قسم السينما في الجبهة الشعبية، وذلك عام 1981، فيلم عائد إلى حيفا عن رواية الشهيد غسان كنفاني ، والحائز على أربعة جوائز عالمية.
من المعروف أن الانتاج السينمائي الفلسطيني، اقتصر في السنوات الأولى على الأفلام التسجيلية، وكان لها نصيب وافر من الجوائز في المهرجانات الدولية، ثم بدأ هذا الإنتاج ليشق طريقه نحو الأفلام الروائية القصيرة، إلى أن تم انتاج وإخراج فيلم عائد إلى حيفا، ليبدأ معه الانتاج السينمائي الفلسطيني للرواية الطويلة.
أما فيلم "واجب" والذي تقع أحداثه مع نهاية عام وبداية عام جديد، مثل هذه الأيام، فتدور أحداثه خلال يوم واحد فقط، لكنه كان كافياً لكي تقدم مخرجته آن ماري جاسر، حوارات يتخللها الغضب والحزن والسخرية والضحك والألم، بين جيلين وموقفين من التمسك بالأرض والاغتراب، يختصران تراجيديا الشعب الفلسطيني في إطار ظاهرة إخراجية جديدة، حيث تعتمد المخرجة إضافة إلى أبطال الفيلم على شخصيات عادية، وحسب المخرجة، الفيلم يحكي قصة حقيقية حدثت فعلاً مع زوجها.
سبق لفيلم "واجب أن فاز بجائزة "دون كيشوت" في مهرجان لوكارنو، كما رشحته وزارة الثقافة الفلسطينية للتنافس على جائزة الأوسكار في منافسة أفضل فيلم أجنبي في دورته التسعين العام القادم.