Menu

حول علاقة الكيان الصهيوني بالأنظمة الفاشية

أحمد جابر

أعلنت غواتيمالا نقل سفارتها إلى القدس المحتلة.. فيما يلي مقطع عن العلاقات بين الكيان وغواتيمالا وهو جزء من بحث طويل أعمل عليه حول علاقة الكيان الصهيوني بالأنظمة الفاشية، ومعذرة إن لم أحدثه بعد، فقد كتبته منذ زمن:
بالإمكان إعادة الروابط القوية بين إسرائيل وغواتيمالا إلى عدة عوامل، يأتي في القلب منها الطبيعة العنصرية لكلا النظامين، فكما قامت إسرائيل على أساس طرد الفلسطينيين من وطنهم، كذلك النظام العنصري الغواتيمالي قام بقمع واضطهاد السكان الأصليين (هنود المايا) الذين يشكلون غالبية سكان غواتيمالا وخاصة في مناطق التمردات.
وتعود العلاقات التاريخية بين النظامين إلى ما قبل قيام إسرائيل ففي العام 1947- 1948 لعب (جورج غارسيا غرانادوس) – والذي كان مندوباً لبلده في اللجنة الخاصة بفلسطين في الأمم المتحدة قبل أن يصبح رئيساً لغواتيمالا- دوراً مؤيدا للحركة الصهيونية ودورا مؤثرا في اللجنة حملها على الاعتراف بقرار التقسيم، كما حث الاعتراف الفوري بإسرائيل كان صديقا مقربا لقادة صهاينة من أمثال بيغن وشامير. وتطورت هذه العلاقة بشكل كبير ففي كانون الأول ديسمبر 1977 قام الرئيس الإسرائيلي أفرايم كاتزير بزيارة إلى غواتيمالا وقع خلالها اتفاقا للمساعدة العسكرية ولم تقتصر العلاقات الإسرائيلية –الغواتيمالية على تصدير السلاح من الأولى إلى الثانية بل اتسعت لتشمل عدة مجالات وخاصة القمع العنصري الذي مارسته السلطات الغواتيمالية ضد السكان الأصليين مستعينة بالخبرات الإسرائيلية في قمع الفلسطينيين وعزلهم حيث كان اهتمام السلطات الغواتيمالية يتوجه أساساُ ما بين عامي 1954-1984 إلى تدمير المجتمع الهندي التقليدي ومحو ثقافته الأمر الذي تملك إسرائيل سجلا حافلا من الخبرات فيه، مما جعل الخبراء والمستشارين الصهاينة يتدفقون على غواتيمالا، ولمعرفة مدى نفوذهم نذكر انه حينما استولى (ريوس مونت) على السلطة في انقلاب عسكري في آذار 1982 اعترف الإسرائيليون باشتراكهم في التخطيط له وتنفيذه وأعدوا له برنامجا جديدا (لتهدئة الريف) سمي (الحبوب والرصاص) قام على تقديم الطعام والسكن للفلاحين المتعاونين مع الحكومة والقمع والاضطهاد للمناوئين لها.
وعلى صعيد آخر وبمساعدة إسرائيلية نفذ ريوس مونت خطة أخرى على أساس تجنيد جزء من الفلاحين في حرس الدفاع المدني المشكل بإشراف الجيش لمواجهة جماهير الفلاحين، حيث يحصل المجندون على الطعام والسلاح مقابل اضطهاد الفلاحين وقمع أصحاب الميول الثورية وضم هذا الحرس حوالي المليون وقد ذكرت الواشنطن بوست أن المستشارين الإسرائيليين يساعدون أجهزة الأمن الغواتيمالية على اضطهاد المجموعات السرية للثوار وعام 1982 بلغ عدد هؤلاء المستشارين الثلاثمائة.
وتعليقا على عمق التعاون صرح أحد القادة الرسميين الجدد في غواتيمالا أن «الإسرائيليين لا يدعون هذا المسمى حقوق الإنسان يقف عثرة في طريق التعاون المشترك، فأنت تدفع وهم يسددون التزاماتهم بلا مشكلات.