Menu

الشياطين لا تلعب معنا "الغميضة"!

نصّار إبراهيم

تعبيرية

نصار إبراهيم

من أكثر العبارات تداولا، بمناسبة وأحيانا بغير مناسبة، عبارة "الشياطين تختبئ في التفاصيل"، حسنا قد يكون ذلك مناسبًا في بعض الحالات، ولكن ماذا لو أن الشياطين في الواقع كانت أصلا تتربع بكامل راحتها في البديهيات والأساسيات... وأن ذلك كان بيتها!؟.

فلو أن المشكلة هي فعلا مجرد أخطاء في التفاصيل وليست في الأساسيات، حينها سيسهل إصلاح تلك الأخطاء التفصيلية، ذلك لأن الأساس صالح ومتين... ولكن كيف سنصلح خطأ حين يكون في أساس البيت!؟. هل هناك حل غير الهدم والبدء من جديد!؟. ... لكن البعض يصر مثلا: بأن هذا الاتفاق أو ذاك هذا الخيار أو ذاك هو جيد لكن المشكلة ظهرت لاحقا في تلك الشياطين التي اختبأت بمهارة بين التفاصيل فلم يستطع رؤيتها.. يا أخي إذا كان الأمر كذلك أطرد الشياطين.. وصلح التفاصيل!.

هذه المفارقة الجميلة تحيلنا مباشرة للخيارات السياسية للدول والأنظمة والأحزاب من حولنا... فمعظمها حين تقدم على خيار سياسي تحمِّل الفشل والإخفاق لاحقا للشياطين المختبئة بين التفاصيل.. إنها تهرب من السؤال الحاسم: أليس هناك إمكانية بأن الخيار ذاته هو بالأصل بيت للشياطين!؟ وأن من ذهب إلى هناك بكامل وعيه وإرادته هو من ينازع الشياطين على بيتها!؟... لننظر حولنا ونتأمل.

في الحقيقة الأمر ليس هكذا، فالشياطين لا تلعب معنا الغميضة أبدا، نحن من يحاول أن يفرض عليها اللعبة... كي لا نتحمل المسؤولية... حتى الشياطين مش مالصة... وكأن ليس لديها عمل غيرنا... فكم هي مسكينة تلك الشياطين... ونحن نحملها فوق أعبائها ايضا غباءنا...لا نريد أن نقتنع بأن الشياطين "مش فاضية" تلعب معنا الغميضة... عندها شغل أهم.