نزح أكثر من 126 ألف نسمة من مدينة عفرين، إحدى محافظات حلب في الشمال الغربي السوري، منذ بدء العمليّة العسكريّة التركية فيها، والمُسمّاة "غصن الزيتون"، فيما يتهدّد النزوح أكثر من 300 ألف آخرين. وفق ما ذكرته الأمم المُتحدة.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في حديثٍ لوكالات أنباء، إنّ المنظمة الدولية بدأت اتصالاتها "في محاولة لحلحلة الأوضاع في المنطقة، لأن 60% من أهالي عفرين هم بحاجة لمساعدات".
وأكّد دوجاريك "ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولي من الأطراف المتنازعة"، مُرجّحًا "مواجهة تحديات كبيرة إذا ما حاولت المنظمات الإغاثية دخول عفرين والمعارك مستمرة".
وبدأت تركيا العملية العسكرية في عفرين، السبت 20 يناير الجاري، بمُشاركة "فصائل الجيش السوري الحرّ" ضدّ "وحدات حماية الشعب" الكردية، التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي الكُردي- الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني" والذي تعتبره أنقرة "إرهابيًّا"، وبحسب تصريحات للرئيس رجب طيب أردوغان، فإنّ تركيا "لن تتراجع عن نيّتها في المضيّ بعمليتها إلى حين تحقيق الأهداف المرسومة لها". وقال إنّ مهمّة بلاده هي "ضمان الأمن القومي" وإنها لا تهدف للاستيلاء على أراضٍ سوريّة.
وكان مجلس الأمن الدولي أنهى جلسةً مغلقة، أمس الاثنين، لبحث الهجوم التركي على الأكراد بعفرين السوريّة، بطلبٍ من باريس، إلّا أنّه لم يخرج بأيّة نتائج.
وعبّرت فرنسا خلال الجلسة عن قلقها العميق حيال الوضع في شمال سوريا وسط التصعيد المستمر، وتطرّقت للوضع الإنساني المأساوي الناجم عن القتال في المنطقة. فيما لم تخرج أيّة تصريحات أخرى عن الدول التي حضرت الجلسة، والتي تغيّبت عنها واشنطن.
ودعت كلٌ من باريس وواشنطن الأطراف المعنيّة بأزمة عفرين إلى "ضبط النفس"، ومثلُهما موسكو، التي دعت من جهتها إلى "احترام وحدة أراضي سوريا"، مشيرة إلى أن "سياسات واشنطن الاستفزازية هي التي دفعت أنقرة إلى الشروع في العملية العسكرية ضد الأكراد".