Menu

تورط تركيا وأمريكا في الأزمة السورية يتزايد

أردوغان وأوباما

بوابة الهدف_ دمشق_ وكالات:

أثارت تصريحات وزير الخارجية التركي مولود أوغلو بأن الولايات المتحدة و تركيا اتفقتا “من ناحية المبدأ” على تقديم دعم جوي لمسلحي المعارضة السورية، حفيظة القيادة السورية، إذا اعتبرت تنفيذ ذلك عدوانا على البلاد، فيما أشار المحللون أنها تمثل توسعاً للتورط الأمريكي في الأزمة السورية.

أوغلو أشار إلى أن الدعم الجوي سيكون لحماية قوات المعارضة السورية التي تم تدريبها في برنامج قادته الولايات المتحدة على الأراضي التركية، وأوضح المحللون أن الهدف البعيد المدى إقامة منطقة حظر للطيران لإسقاط النظام السوري.

استراتيجية تبناها الأتراك منذ الشهور الأولي للأزمة السورية، عندما أشار الرئيس رجب طيب أردوغان في أكثر من خطاب له برغبته في إقناع واشنطن والغرب بإنشاء منطقة آمنة شمال سوريا لإيواء المعارضة المسلحة ودعمها بغطاء جوي، اليوم يعود طرح هذا الاقتراح ليوضع قيد التنفيذ مع إعلان وزير الخارجية التركي مولود أوغلو عن وجود اتفاق مبدئي بين أنقرة وواشنطن.

منذ بدء الأزمة السورية يلوح بعض المراقبين والباحثين بأصابع الاتهام لتركيا في علاقتها مع تنظيم داعش، فضلًا عن موقفها المسهل والمتغاضي للتنظيم في كثير من الأحيان، لاسيما في معركة مدينة كوباني وريفها، فيما تؤكد الكثير من الصحف والتقارير الغربية وجود تعاون إستخباراتي ولوجستي بين تريكا وتنظيم داعش لا يقتصر فقط على تسهيل دخول عناصر داعش إلى سوريا عبر الأراضي التركية، بل بتقديم كافة أنواع الأسلحة والمعدات إلى التنظيم الإرهابي.

هذه الحسابات الجديدة التي أشار لها أوغلو في تصريحاته، يرى فيها المراقبون نمطاً مغامراً ذو مخاطر وأبعاد إقليمية، لا بل دولية تطال أمن واستقرار بعض الدول الإقليمية وقد تطول عدم استقرار كامل المنطقة، أولاً لاعتبار أن أي تدخل للطائرات التركية أو الأمريكية ضد الجيش السوري سينقل المواجهة إلى مستوى مباشر بأبعاده الإقليمية والدولية، لاسيما لكون الشمال السوري الساحل منه يمثل بالنسبة إلى روسيا أهمية فارقه، ومن ثم إيران بعداً إستراتيجياً لا يمكن القبول بإجتزائه أو تهديده.

من جانبها؛ نددت دمشق بتصريحات وزير الخارجية التركي حول تقديم دعم جوي للجماعات المسلحة التي يتم تدريبها في تركيا، وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن “تفكير أي دولة في تقديم الدعم للمجموعات المسلحة الإرهابية هو عدوان مباشر على سوريا”، وأكد أن التصريحات التركية تفضح مجدداً النوايا التركية بتقديم الدعم المباشر بالتمويل والتسليح لهذه المجموعات الإرهابية.

وأضاف المقداد أن “الدعم التركي ظهر واضحاً للنصرة والمجموعات الإرهابية الأخرى في هجومي إدلب وجسر الشغور إلى جانب الدعم ال قطر ي والسعودي”.

وشدد المقداد على أن التصريحات تهدف إلى إطالة أمد الصراع واستنزاف الشعب السوري وقتل المزيد من الأبرياء والمزيد من الدمار، وأكد أن سوريا ستتابع عبر قواتها المسلحة الرد على كل أشكال الإرهاب، داعياً المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهما ووقف دعم هذه المجموعات الإرهابية الذي يتناقض مع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بذلك.

في الوقت نفسه التزمت وسائل الإعلام الأمريكية والمسؤولين الصمت على تصريحات وزير الخارجية التركي، واكتفت الأوساط الرئيسية في الولايات المتحدة بنشر الخبر الذي بثته شبكة “اسوشيتد برس”، دون تعليق، بينما أشار بعضها إلى تصريحات الجنرال الأمريكي جون آلان التي أطلقها مطلع شهر مارس الماضي، بأن بلاده تعكف على “اختبار المتطوعين وتدريبهم وتسليحهم ومن ثم تزويدهم بأحدث نظم الأسلحة، كما سيتعين علينا توفير الحماية لهم إن لزم الأمر”.


نقلاً عن: البديل