Menu

بين المطالبة والمبادرة.. السقوط والفشل..!!

بين المطالبة والمبادرة.. السقوط والفشل..!!

أبدأ بطرح سؤال: هل جرى القيام بما هو مطلوب القيام به، أي هل فعلت النفس ما بوسعها؟

أنطلق في هذا السؤال، من قراءة لمسار طويل من التجربة الفلسطينية بوقائعها المحققة، هذه التجربة التي تقول أن المطالبات والمناشدات، التي كانت تقوم بها الفصائل التي عُرفت بمعارضتها لنهج القيادة المهيمنة في منظمة التحرير وعليها، لم تجد طريقها إلى التحقق، كونها خلت في كثير من الأوقات من امتلاك شجاعة المبادرة، المرتكزة إلى رؤية تاريخية مستقبلية، تحوّلّ المناشدات والمطالبات، إلى فعل جدي وحقيقي محمول شعبياً، فكانت وكأنها "مواقف للتاريخ". فالمعارضة التي فشلت في أن تفعل وتقدم أفضل ما لديها، وبالتالي أن تكون البديل الوطني التاريخي القادر على إدارة الدفة وقيادة الشعب على نحو مختلف، تتحمل قسطاً وافراً من واقع السقوط والفشل المحققين.

في مطلق الأحوال، وبعد كل الكلفة الباهظة التي دُفعت ولا تزال تُدفع، من يقول أنه الأكثر مسؤولية واستحقاق وقدرة، عليه أن يمتلك جرأة الإقرار بخطئ تاريخي اُرتكب، وأن استحقاق جدارة أن يكون بديلاً تاريخياً لا يُمنح بالمناشدات والمطالبات، بل بامتلاك رؤية تاريخية مستقبلية والممارسة بناءً عليها.