Menu

"المفاعل السوري" والحرب الكونية المستمرة على الأرض العربية السورية!

الأسد في الغوطة

رجا اغبارية - فيسبوك

ما هو سر توقيت الاعلان الرسمي "الاسرائيلي" اليوم، عن مسؤولية الكيان الغاصب عن قصف ما يسمونه "المفاعل النووي" السوري !؟

العالم كله كان متيقناً حول مسؤولية "اسرائيل" وبضوء اخضر من جورج بوش في حينه، عن قصف ذلك الموقع العلمي البحثي السوري.

لكن " اسرائيل" التي تعتمد سياسة "النعامة" تعتقد أن العالم وأصحاب الشأن لا يدركون ذلك! الا أن هذه السياسة المرسومة بعدم تحمل مسؤولية مثل هكذا اعتداءات جوية متكررة والتي تشبه حرب "القرصنة والعصابات" الجوية، على سوريا، تهدف الى ابعاد "حروب محتملة" أو قرارات ادانة دولية، هي اصلاً لا تؤخذ بفضل الفيتو الامريكي، وان حصلت، فإنها لا تنفذ.

انها قرارات متراكمة منذ عام 1947 حتى يومنا هذا، ولن تنفذ الا على ايدي المعنيين بها من المتضررين مباشرة من هذا الكيان الذي يشكل قاعدة متقدمة للإمبريالية العالمية في قلب وطننا العربي المستباح حتى الآن.

لا يوجد تفسير منطقي لهذا الكشف المتأخر" لسر" مفضوح، سوى الرد المعنوي على جولة الرئيس السوري بشار الاسد قبل يومين في سيارته الخاصة (حتى لو كانت محاطة بقوى أمنية لا تظهر في الفيديو كما يدعي الصهاينة، وهذا شيء ضروري)، وبقيادته الشخصية – الحرة في شوارع دمشق العروبة، وصولاً الى قوات الجيش العربي السوري المنتصرة في الغوطة الشرقية دون سقوط مدنيين كما كانت تهوّل أمريكا وحلفائها، بل امام مشاهد خروجهم الآمن وبشائر عن استسلام "المسلحين الدوليين والمحليين" دون حرب، التهويل والعويل اللذين ابتدءا من قاعة مجلس الأمن وانتهيا "بأم القرى" والرياض وانقره وام الفحم ان شئتم.

لقد انتصر الجيش العربي السوري على مجموعات بحسب التعريف الاممي "مسلحة ارهابية او معتدلة "، سواء سورية او عربية او اجنبية وربما اسرائيلية، متمثلة " بجيوش" متعددة الالوان والولاءات الخارجية، كانت كامنة في الغوطة الشرقية، تنتظر تنفيذ مهمتها وساعتها التي وأدها الجيش العربي السوري وحلفائه، ساعة القيام بالضربة النهائية لاحتلال دمشق والقضاء على النظام القومي العروبي في دمشق و سوريا برمتها!.

لكن "العتمة لم تأت على قد يد الحرامي"، حيث حرر الجيش العربي السوري حتى الآن أكثر من 80% من الارض العربية السورية، وهو مصر مع حلفائه الروس والايرانيين وحزب الله والمقاومين الفلسطينيين الذين يقاتلون معه، على تطهير الوطن برمته، بعد أن أمّن خاصرة دمشق، على دحر الاحتلالات الامريكية والتركية والاسرائيلية المتبقية!

ان الاعلان اليوم عن ضرب "مركز الابحاث" السوري الذي حصل قبل نحو عشر سنوات، في فترة حكومة ايهود اولمرت الحرامي، المتحرر منذ فترة قصيرة من سجنه، تثير كثيراً من التساؤلات ايضاً على صعيد الداخل الصهيوني. حيث تعرض مؤخراً الى هجمة انتقادية من قبل كل الذين انتقدهم في كتابه الذي ألّفه في السجن ونشره مؤخراً، حول الحرب الغبية التي خاضها ضد حزب الله، حيث الحقت بجيشه الهزيمة والفشل، لكنها اتت على حكمه بشكل قاتم على صعيده الشخصي، اودعته بعد ذلك في السجن على قضايا "اختلاس وخيانة الامانة".

لقد كان رد ايهود براك (وزير الدفاع والحكومة الاسبق) بالأمس، حاداً جداً بشكل خاص! فهل تحرك البعض من جماعة اولمرت ليقول لبراك ونتنياهو ان هناك "بطلاً "جريحاً اسمه اولمرت، حيث قام بخطوة وقائية لدولة اسرائيل لضربه "المفاعل السوري" اياه كما يدعون! في نفس الوقت هناك حاليا معركة اعلامية بين الموساد الذي يدعي انه صاحب الاكتشاف بوجود هذا المفاعل الكوري الشمالي الي يحتج على عدم ايلاء الاكتشاف اي اهمية من السقف السياسي لعدة سنوات. وبين جهات سياسية تدعي انها وراء هذا الاكتشاف! في جميع الاحوال اليوم هو ايضاً ذكرى وفاة رئيس الموساد الذي أشرف على تدمير ذلك الموقع في طور البناء. لكن هذا الامر لا يجيب على موعد النشر اليوم، الذي لا يجيب عليه الاعلام الصهيوني المحتفل! رغم انه ذكر ان الطائرات الاسرائيلية مرت من الاراضي السيادية التركية، حيث قامت اسرائيل لاحقا" بشرح ضرورة العملية التي نفذت للحكومة التركية التي حافظت على هذا "السر" ايضاً!

لا اعتقد ان هذا السناريو صحيحاً، بل اميل للانحياز الى محاولة حكام "اسرائيل" رفع معنويات الجمهور اليهودي الاسرائيلي امام انتصارات الجيش العربي السوري وامام الثقة التي تظاهر بها الاسد الذي احتفل مع قواته المنتصرة في الغوطة بشكل مميز. انها محاولة للقول للرئيس بشار الاسد انه ما زال ضعيفاً وتحت "رحمة" الطيران الصهيوني، وربما الامريكي! وقريباً جداً! حيث تعلوا التهديدات الرسمية من الامم المتحدة والولايات المتحد واسرائيل والسعودية.. لضرب دمشق واستهداف شخص الرئيس بشار الاسد نفسه!

لقد استبقهم الاسد بانتصار جيشه في الغوطة وتوج ذلك بتصريحه بين قواته المحتفلة معه، حيث قال: "ان كل رصاصة أطلقتموها وكل متر مربع حررتموه في الغوطة، غيّر موازين القوى عالمياً"، فالحرب في سوريا هي حرب كونية ضد الارهاب الامبريالي الدولي وحلفائه في المنطقة من صهاينة وعثمانيين جدد وانذال عرب متصهينين.

هذه الاحداث باعتقادي، هي السبب المنطقي الوحيد لإعلان اسرائيل الرسمية عن احداثيات عملية ضرب "المفاعل" السوري الجنيني ربما.

كذلك التلويح بتنفيذ تهديدات هذا المعسكر الامبريالي الاخيرة بضرب دمشق والرئيس بشار الاسد شخصياً! وليقولوا إنهم لم ينتهوا بعد من حربهم ضد سوريا وقيادتها العروبية الرافضة لهم حتى الآن، بل وتقاومهم. ام انهم يلوحون انهم لن يخرجوا من سوريا بدون ان يحققوا بعضاً من اهدافهم، بإبقاء سوريا عاجزة عن الحياة من جديد، ومنعها من اعادة ترميم نفسها وتطوير معسكرها الممتد من فلسطين حتى موسكو، حيث لا يمكن بتر التهديدات الموجهة ضد سوريا عن التهديدات الغربية الموجهة لموسكو، فالأسد وبوتين على طريق الانتصار على الغرب الامبريالي، وهذا ما "لن يسمح به الامبرياليون"، الا رغم انفهم! فالانتصارات الراهنة حتى الآن هي مقدمات فقط، ولا يمكن ان تستمر وتثبت الا بانتصار شامل على معسكر الامبريالية والصهيونية والخونة العرب والمسلمين، تكون دمشق و القدس عنوانه، المنتظر، المنتصر!.