Menu

نمورٌ من ورق!

نمر من ورق

أحمد بدير - فيسبوك

في الحروب الاعلامية بين الدول وعبر وسائل الاعلام المختلفة نرى الحروب الشعواء في وسائل الاعلام لتوصيف وتشويه خصومها من الدول الأخرى. فتسمع أن الدولة الفلانية "نمر من ورق".. جيش تلك الدولة "نمر من ورق".. فما هو أصل هذه التسمية ومن أول من استخدمها؟.

في ذروة الصراع الأيديولوجي بين الرأسمالية والشيوعية خلال القرن الماضي كان أحد أقطاب هذا الصراع هو الزعيم الراحل ماوتسي تونغ وتحديه للقوة الأمريكية وتخويفها للدول بالقنبلة الذرية.

"نمر من ورق" هو تعبير أطلقه الزعيم الصيني ماوتسي تونغ عن القنبلة الذرية والرجعيين وذلك في حديث صحفي في شهر أغسطس عام 1946 فقال: "ان القنبلة الذرية نمر من ورق، وأن الرجعية الأمريكية تستخدمه لتخويف الشعوب. وصحيح أن القنبلة الذرية تبدو مفزعة، ولكنها في الحقيقة غير ذلك. نعم هي تقتل الجماهير بالجملة، ولكن نتيجة الحرب تقررها الجماهير وليس سلاح أو اثنان من الاسلحة الحديثة".

ثم قال: "إن الرجعيين نمور من ورق، فالرجعي يبدو مخيفًا ولكنه في الحقيقة ليس بهذا القدر من القوة. فعلى المدى الطويل نجد أن الشعوب، وليست الرجعية هي القوة في الحقيقة".

فيما بعد أطلق أنصار ماوتسي تونغ هذا المصطلح على الأعداء الذين يبدون غير مرئيين لكنهم في الحقيقة ضعفاء ويمكن هزيمتهم. ومع الأيام أصبح تعبير ماوتسي تونغ مثلاً دوليًا يقصد به أي قوة يقصد بها إثارة ذعر الجماهير، ولكنها في الواقع لا تنجح..
- يقول ابراهيم عثمان.

وماذا عن نمورنا!

اليوم، وعلى الساحة الفلسطينية والعربية ربما، في الدوائر المغلقة قبل المفتوحة، كم لدينا من نمور، كم لدينا من "مثقفين"، كم لدينا من "سياسيين"، كم لدينا من "محللين"، كم لدينا من "منظّرين"، وكم، وكم، وكم، أكلهم نمور!.. ربما جميعهم نمور، ولكن الأكيد أنهم ليسوا جميعًا من ورق، بل هناك ما هو أقل من ذلك!.