تصادف يوم غدٍ التاسع من نيسان/ إبريل، ذكرى مرور 70 عامًا على مذبحة دير ياسين المروّعة، والتي راح ضحيتها عدد كبير من أهالي القرية التي تقع غربي القدس المحتلة، عقب الهجوم الذي نفذته الجماعتين الصهيونيتين الإرهابيتين "آرغون" و"شتيرن".
وحصدت المجزرة التي نُفذت يوم التاسع من نيسان 1948م، ما بين (250) إلى (360) شهيداً، إذ استهدفت الجماعات الصهيونية القرية، متوقعة أن يقوم أهالي القرية البالغ عددهم نحو (750) نسمة، في ذلك الوقت بالفرار منها، خوفا على حياتهم، ليتسنّى لهم الاستيلاء عليها.
ووفق شهادات الناجين من المذبحة فإن الهجوم "الإرهابي" على دير ياسين بدأ قرابة الساعة الثالثة فجراً، لكن الصهاينة في حينه تفاجأوا بنيران الأهالي التي لم تكن في الحسبان وسقط من اليهود (4) قتلى وما لا يقل عن (32) جريحاً.
وبعد ذلك طلبت هذه العصابات المساعدة من قيادة "الهاغاناه" في القدس وجاءت التعزيزات، وتمكّنوا من استعادة جرحاهم وفتح نيران الأسلحة الرشاشة والثقيلة على الأهالي دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة.
وكما يقول الكاتب الفرنسي باتريك ميرسييون عن تفاصيل هذه المجزرة: "إن المهاجمين لم يخوضوا مثل تلك المعارك من قبل، فقد كان من الأيسر لهم إلقاء القنابل في وسط الأسواق المزدحمة عن مهاجمة قرية تدافع عن نفسها، لذلك لم يستطيعوا التقدم أمام هذا القتال العنيف".
وقد استعان "الإرهابيون" اليهود بدعم من قوات "البالماخ" في أحد المعسكرات بالقرب من القدس، حيث قامت من جانبها بقصف دير ياسين بمدافع الهاون لتسهيل مهمة العصابات المهاجمة.
ومع حلول الظهيرة أصبحت القرية خالية تماماً من أي مقاومة، فقررت قوات "الآرغون" و"شتيرن" استخدام الأسلوب الوحيد الذي يعرفونه جيداً، وهو الديناميت، وهكذا استولوا على القرية عن طريق تفجيرها بيتاً بيتاً.
ووفق روايات شهود عيان، فإن المهاجمين اليهود، أوقفوا العشرات من أهالي دير ياسين إلى الجدران وأطلقوا النار عليهم، وأن هذه العناصر المتطرفة لم تكتف بإراقة الدماء، بل أخذت عدداً من الأهالي الأحياء بالسيارات واستعرضوهم في شوارع الحارات التي استولوا عليها في القدس المُحتلة من ذي قبل وسط هتافات عنصرية حاقدة.
وكانت مجزرة دير ياسين عاملاً مؤثراً في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين أو البلدان العربية المجاورة، لما سببته من حالة رعب عند المدنيين الفلسطينيين، ويعتبرها كثير من المؤرخين "الشَّعرة التي قصمت ظهر البعير في إشعال الحرب عام 1948".