يعتبر المفكر ريجيس دوبريه أحد أهم الفلاسفة المعاصرين في فرنسا والعالم، انتمى إلى الفكر الماركسي وترجم أفكاره بمشاركة القتال مع تشي جيفارا في بوليفيا عام 1967، قبض عليه وتم إطلاق سراحه بعد تدخل الفيلسوف جان بول سارتر لدى الرئيس شارل ديغول الذي تدخل لدى السلطات البوليفية التي أطلقت سراحه عام 1970، زار الشرق الأوسط أكثر من مرة وزار فلسطين المحتلة وقطاع غزة وكانت حصيلة هذه الزيارات كتابين: ساذج في الأراضي المقدسة عام 2008، والثاني كتاب: رسالة إلى صديق إسرائيلي، دافع من خلالهما عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وإدانة السياسات القمعية والاستعمارية للاحتلال الإسرائيلي.
مع مسيرة العودة الكبرى نعود إلى كتابات دوبريه حيث يقول: جروح القابعين تحت الاحتلال تمدمل رويداً رويداً، ولكن لديها ذاكرة أطول من ذاكرة المحتل، وهذه الذاكرة هي السلاح الخفي، هي ثورة الضعيف حيث لا ينفع ضدها كل الصواريخ والقاصفات.
يقول عن مخيمات غزة: هذا المخيم هو أكبر سجن على الكرة الأرضية، مهمل ومخيف ويؤسس التهيئة للموت، أقفلوا عليه من الخارج، اقفلوا نوافذه وأبوابه، مطوق من البحر والبر والسماء، معلق كأن الجحيم معد له.. ويتابع: الموت وحده هو ضمانة الحياة هنا.
وعندما يتحدث دوبريه في السياسة يقول: إن إسرائيل بصدد التحول إلى دولة كولونيالية استعمارية.. والإسرائيليون مصابون بالطرش ذلك أنهم لا يصغون إلى العالم.. وما لم تحسم القضية الفلسطينية فإن الشرق الأوسط لن يعيش بسلام.. الفلسطيني بالنسبة للإعلام الغربي هو فكرة مجردة ولا تصبح حقيقة واقعة إلا عندما تحدث عملية "اعتداء"!
نستدعي هذه الكلمات مع استمرار مسيرة العودة الكبرى، التي من شأنها تحويل الفكرة المجردة إلى حقيقة واقعة، استجابة للتمسك بهذا الحق وتأكيداً على أقوال ريجيس دوبريه هذه!