Menu

"جرود عرسال": انتصارات المقاومة تحمي لبنان من المسلحين

مسلحو عرسال

بوابة الهدف_ بيروت_ وكالات:

استكمالًا للمعركة التي بدأتها المقاومة اللبنانية والجيش السوري في القلمون على الحدود االسورية اللبنانية، تتقدم المقاومة اللبنانية في جرود عرسال في مشهد يبدو أنه بداية لمعركة الجرود التي سبق وتحدث عنها الأمين العام لحزب الله “حسن نصر الله”، وفي الوقت ذاته تتجنب الحكومة اللبنانية الدخول في نقاش حول القتال في عرسال التي باتت المأوى الأخير للمسلحين الذين يتخذون من جرودها ملاذا لهم.

لم تنتظر المقاومة اللبنانية الاجتماعات البطيئة التي تحضرها الحكومة اللبنانية استعدادًا لمناقشة قضية المعارك في جرود عرسال، بل فرضت المقاومة نفسها في ميدان القتال وعلى الأرض لإنهاء المعركة وطرد العناصر الإرهابية من الجرود، فيما دعا حزب الله الوزراء في الحكومة إلى عدم التهرب من مناقشة قضية عرسال، مؤكدًا أنه لم يعد في الأمر رفاهية الانتظار.

سيطرت المقاومة اللبنانية مؤخرًا على مساحات واسعة جديدة في جرود عرسال، حيث تمكن من السيطرة على وادي ومعبر الدرب وعلى حاجز الرهوة التابع لجبهة النصرة جنوب غرب جرود عرسال، فيما يواصل تقدمه باتجاه سهل الرهوة، ويعد معبر الدرب أساسياً للجماعات التكفيرية التي كانت تهرب عبره السيارات المفخخة باتجاه بلدة اللبوة المجاورة.

من جهة أخرى شنت المقاومة هجوماً على المجموعات المسلحة في جرود عرسال من الجهة الجنوبية الشرقية، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم محققة تقدماً في الجرود، وسيطرت على مرتفعي مجر الحمرا وشميس الحمرا الاستراتيجيين، وعلى مرتفعات الشروق ومرتفعات ثلاجات البراج جنوب جرود عرسال.

كما سيطرت المقاومة على وادي أبو ضاهر وجبل الزاروب الاستراتيجي وتلال أخرى في جرود عرسال ودمرت آليات تابعة لجبهة النصرة في المنطقة، وشهدت منطقة الرهوة اهم معاقل ما يسمى ”جبهة النصرة” الاجرامية حالات فرار جماعية للمسلحين باتجاه وادي الخيل مع تقدم ملحوظ للمقاومة من عدة محاور، كما تمت السيطرة بشكل كامل على وادي الرعيان وأصبحت المقاومة من الجهة الجنوبية مقابل مواقع الجيش اللبناني في الجهة الشمالية.

المعارك على الجبهة الجنوبية لعرسال تزامنت مع هجوم شنته المقاومة في جرود القاع الحدودية حيث تجري مواجهات مع عناصر جماعة داعش الارهابية المتواجدين في المنطقة، وبهذا يكون الإرهابيون قد وقعوا بين مطرقة المقاومة التي باتت تسيطر على المناطق الفاصلة بينهم وبين الحدود السورية جنوب وشرق عرسال وسندان الجيش اللبناني الذي عزز مواقعه على تخوم البلدة.

على صعيد متصل؛ أحرز الجيش السوري والمقاومة تقدماً في جرود فليطا في القلمون، كما استهدف الجيش اللبناني بالصواريخ تحركات للمسلحين في جرود رأس بعلبك.

تمتد الجرود من مدينة عرسال شمال لبنان، إلى الحدود السورية شرقاً، ومن عرسال جنوباً إلى أطراف جرود رأس بعلبك والقاع شمالاً، وتبلغ مساحة جرود عرسال حوالى 350 كيلومتراً، يسيطر الجيش اللبناني على حوالى 50 كيلومتراً منها، فيما تتوزع السيطرة على المناطق المتبقية بين المقاومة اللبنانية والمسلحين من جبهة النصرة وداعش، المتحصنين في التلال والوديان في المنطقة.

تكمن الأهمية الاستراتيجية للجرود من موقعها عند الحدود السورية اللبنانية، فالسيطرة على هذه الجرود تعني تضييق الخناق على المجموعات المسلحة، والحد من رقعة انتشارها، وتوسيع رقعة الأمان باتجاه الأراضي اللبنانية، للحد من استهداف النصرة للأراضي اللبنانية، إضافة إلى حصر المساحات التي تتحرك فيها المجموعات المسلحة.

المعارك في هذه الجرود تتركز عند الأطراف الشرقية والجنوبية للجرود، عند بركة الفختة من جهة الشرق، وعند ضهر الهوا في الجهة الغربية الجنوبية، المشرفة على جرود يونين، وأيضاً عند وادي الخوخ، ووادي الديب، من جهة الجنوب.

 

نقلاً عن: البديل