Menu

كمان في ذكرى النكبة..

أحمد مصطفى جابر

هذه النكبة التي تمتص عظامي منذ جيلين، لم تكن سوى وحش مفترس ابتلعني وبلادي معا... نحن الذين ولدنا في جوف الوحش، لم نعرف هذه البلاد خارج كرشه النهم، مازلنا نتسلق عضلات بطنه المشوهة نسعى نحو الشمس.. ونعرف اننا سننجح يوما ما... 

علمتنا غربتنا الطويلة ألا نكل ولانمل، نقع ثم ننهض، لانستسلم ابدا، ليس لأننا أبطال أو أناس خارقون، ولكن لأن من الطبيعي أن تغلب نزعة الحرية على كل نزعة وأن تغلب إرادة الحياة على كل نزع.. وها نحن: مازلنا نقاتل وسنقاتل دائما.. أعلم هذه الصغيرة التي تجثو بقربي ان لها بلادا بعيدة خلف الأسلاك وبنادق الجنود.. وكلما رأت في التلفزيون واحدا من شعبها يمتشق حجرا في مواجهة أبناء الوحش تفرح وتقول: يعني فلسطين قربت تتحرر؟!