Menu

P is for palestine

هاني حبيب

استلهمت الكاتبة فكرتها من كتب الأبجدية التي تأخذ بلدًا أو موضوعًا لتثقيف الأطفال حوله عن طريق الحرف الأول للبلد أو للموضوع، بهدف تعليم الحروف للأطفال، والكاتبة هي "غولبرغ باشي" باحثة أكاديمية من أصل إيراني تعيش في السويد وتتنقل إلى نيويورك، أما الكتاب فهو p is for palestine، وفور صدوره تلقّت الكاتبة سلسلة من التهديدات والشتائم والصور النابية، إحدى الرسائل التي وصلتها تقول: أتمنى أن يحرق كتابك، أنت كاذبة ومزورة للتاريخ، ليس هناك شيء اسمه الشعب الفلسطيني، لم أجد فلسطين على الخارطة، إلّا أن الكاتبة، إضافة إلى نشر الكتاب فقامت بتنظيم قراءات في أهم شوارع ومكتبات مانهاتن بنيويورك.

تقول باشي: إن قضية فلسطين هي في نهاية المطاف قضية حقوق إنسان وقضية تهم كل شعوب المنطقة، ولا يمكن لأي طفل، حتى لو لم يكن فلسطينيًا، أن لا يتعلم ويعلم عنها. وأردت أن أقدم لأطفال فلسطين تحديدًا التشجيع والتأييد.

مشاكل ما بعد نشر الكتاب، كانت أقل في مرحلة الطباعة والنشر، إذ لم تقبل دور النشر الأمريكية نشره، لذلك خاضت الكاتبة حربًا شعواء بهدف إصداره وأسست دار نشر خاصة بها، وقامت بحملة جمع تبرعات شعبية، وتقول إنّها تلقت دعمًا وتشجيعًا من بنات وأبناء الجاليات الفلسطينية، ليس فقط من خلال جمع التبرعات، بل وأيضًا بعد النشر؛ الأمر الذي أدى إلى نفاذ ثلاث طبعات من الكتاب خلال أشهر قليلة.

أكثر ما فاجأ "باشي"، ليس هذه الحملة المنظمة والشتائم والتهديدات بهدف وقف نشر الكتاب، ولكن أكثر ما استغربت له، هو أن العديد من الشخصيات الأمريكية لم تكن تعلم أن هناك جهات وأفراد في أمريكا تعترض بهذه الطريقة على إصدار كتب تعارض آرائهم، ولولا تجربتها الشخصية واحتكاكها بهذه الشخصيات لما أدركوا أن الولايات المتحدة في هذا السياق، وفي مجال القضية الفلسطينية، تصبح دولة من دول العالم الثالث في الوقوف ضد حرية الرأي والتعبير!.