Menu

اليهود والصهيونية وتغيير العقيدة

الصهيونية

محمود فنون

"تهدف الحركة الصهيونية العالمية إلى تجميع يهود العالم وإقامة دولة يهودية في فلسطين" الوكيبيديا.

أي أن فكرة الصهيونية وربطها باليهودية وانتماء اليهود لفكرة الصهيونية قد أتى ارتباطا بتجميع يهود العالم وإقامة دولة يهودية في فلسطين وعلى أساس عنصري.

واليهود الذين جسدوا هذه الفكرة مقيمين في فلسطين ارتباطا بصهيونيتهم .

وإذا تخلى اليهودي عن الصهيونية فإنه يتخلى عن الإقامة بفلسطين ، علما أن هذه الإقامة كما هو حاصل حاليا بقوة السلاح وبالعداء للعرب.

والصهيونية ليست قميصا يطالبون باستبداله إنما الصهيونية هي استيطان استعماري اقتلاعي عنصري ، وصفة الإستيطان الإستعماري الإقتلاعي هي التي تمارس على الأرض الفلسطينية . فإذا غير اليهود صفاتهم الصهيونية قولا أو عملا فهم بالتطبيق الملموس استيطانيون واقتلاعيون وهذا لن يتغير إلا برحيلهم .

ويقول أحمد سعدات رأيا آخر مفاده "" كما ممكن عزل سكان فلسطين اليهود عن الأيديولوجيا الصهيونية التي تحض على الكراهية وترويج العداء ضد العرب وكل من يناضل ضد الصهيونية " دون أن يذكر سعدات كيف سيتم هذا العزل مع أنه يكتفي بنتائجه وأنه سيزيل العداء ضد العرب.وعليه فهو يقبل ب: "تعايش في إطار دولة ديموقراطية يعيش فيها الجميع ونبذ كل أشكال القهر والعنصرية ، وقناعتي أن الأمر ممكن ،..." أحمد سعدات . صدى القيد ص 189 تحت عنوان وأخيرا .

وهذا دون ان يتطرق إلى عزل الإستيطان والمستوطنات والمستوطنين عن فلسطين واكتفى" بعزل السكان اليهود عن الأيديولوجيا الصهيونية"مع بقاء كل شيء على حاله.

لقد حصر القضية الفلسطينية كلها فيما تثيره الأيديولوجيا الصهيونية من عداء وكراهية ضد العرب ، ويرى الحل في تغيير الأيديولوجيا . ولكنه يعلم أن هذا غير صحيح

فالإستيطان قد تم والإقتلاع قد تم ومدعوما بالسيطرة بقوة السلاح ، والأمر لا يشبه أقلية كما جنوب افريقيا أو جماعات عرقية منتشرة هنا وهناك يمكنها ان تتعايش بين الفلسطينيين والعرب. بل إن الموقف هو تراجع وارتداد عن الموقف التحرري الثوري الفلسطيني الذي تمسك به المناضلون الثوريون الفلسطينيون وسقط آلاف الشهداء في سبيله.

ويأتي في هذا السياق رأي ماجد كيالي الذي يبسط الأمر لنا لاعتناقه فيقول:

" سادساً: التحرر من الانحصار في الخيار السياسي الأحادي، المتمثل بالدولة في الضفة والقطاع، سيما بعد افلاس خيار أوسلو، بالانفتاح على خيارات موازية، وضمنها خيار الدولة الواحدة الديمقراطية، دولة المواطنين الأحرار والمتساوين، بكل أشكالها، في كل فلسطين، باعتبار ذلك الحل الاجدى والأنسب للمسألتين الفلسطينية واليهودية في فلسطين، وعلى أساس تقويض الصهيونية ومختلف تجلياتها الاستعمارية والعنصرية والاستيطانية والأمنية والأيدلوجية، إذ إسرائيل تصارعنا على كل شبر في الضفة و القدس ، وباعتبار أن أية تسوية لابد ان تنبني على عنصري الحقيقة والعدالة، وعلى التطابق بين أرض فلسطين وشعب فلسطين وقضية فلسطين" ماجد كيالي . بيان للتوقيع . فيس بوك 8/12/ 20017م وقد دعا كيالي إلى التوقيع على هذا البيان .

وياتي مع كيالي على هذه الفكرة فكرة التعايش وتخلي اليهود عن صهيونيتهم لفيف من الكتاب والبيانات التي تجتمع كلها على فكرة دولة واحدة في فلسطين بعد تخلي اليهود عن عنصريتهم وصهيونيتهم .وذلك دون ربط فكرة التخلي هذه بالتخلي عن الأرض التي استوطنوا عليها كملكية وجغرافيا أي استيطانهم الإستيطاني الإقتلاعي القائم على الأرض . أي أن يستبدلوا قميصا يلبسه اليهود بقميص يقترحه هؤلاء فيزول عداء اليهود لنا وتنتهي مشكلة احتلال واستيطان فلسطين ويكون كل شيء بخير.