Menu

التصدي لنظام الهيمنة الامبراطوري الأمريكي

مادورو يحذر من بلقنة أمريكا اللاتينية وفنزويلا لديها خيارات المواجهة

أمريكا اللاتينية

بوابة الهدف - بيتر كونيج/تلاكسكالا/ ترجمة خاصة

[خلال اجتماع عقد مؤخرا في كراكاس للجنة الاستشارية الاقتصادية في الرئاسة الفنزويلية، في منتصف شهر حزيران/ يونيو عام 2018، قال الرئيس الفنزويلي مادورو أن الولايات المتحدة تسعى لاختراق أمريكا الجنوبية وبلقنتها على غرار ما حدث في يوغوسلافيا السابقة، محذرا من المخاطر التي تتعرض لها الدول المتمردة على النظام الإمبراطوري الأمريكي"

فيما يلي ترجمة لمقال بيتر كونيج المحلل اقتصادي الجيوسياسي وهو أيضا موظف سابق في البنك الدولي و مؤلف كتاب "الانهيار" - قصة اقتصادية حول الحرب والتدمير البيئي وجشع الشركات ومؤلف مشارك في "النظام العالمي والثورة:مقالات من المقاومة". وفي المقال يحذر كونيج ويشرح استراتيجيات الهيمنة وتسخير الطابور الخامس لتدمير البنى والاقتصادات في الدول المتمردة والحلول المطروح أمام فنزويلا للصمود مواجهة هذه الخطط.]

في الاجتماع ذكر مادورو بيوغسلافيا ومصيرها، وإشعال الصراعات المحلية بسبب التدخلات الأجنبية، ما قاد إلى انهيار وتفكك يوغوسلافيا ابتداء من حرب الأيام العشرة عان 1991، مرورا بالحرب الكرواتية _1991-1995) ثم حرب البوسنة (1992-1995) وكوسوفو (1998-1999) لتبلغ ذروتها مع قصف كوسوفو بإدارة كلينتون لمدة 69 يوما، تحت ذريعة إنقاذ ألبان كوسوفو من فظائع الصربي ميلوسيفيتش.

كل هذا لم يكن ليكون ممكنا دون إعداد طويل للطابور الخامس وتدريبه وجعله يتسلل إلى يوغوسلافيا، بينما كانت الدولة الوحيدة في أوربا من 1980 إلى 1990التي ازدهرت وحققت نسبة جيدة من الرفاهية سبقت المتوسط الأوربي العام، بينما كانت أوربا تعاني من الركود وتفاقم الفجوات وصعود كراهية الأجانب في عصر النيوليبرالية الناشئة نتيجة سياسات مارغريت تاتشر وإدارتها.

وتشير الإحصاءات إلى غياب الفقر المدقع في يوغوسلافيا في حينه وكان الرخاء يصل إلى جميع فئات المجتمع والنمو الاقتصادي في ظل الاشتراكية الماوية كان جيدا وهو ما لم تكن لتسمح به الأنظمة الغربية، وكان الحل الذي تم ابتكاره هو تفكيك يوغوسلافيا إلى دول متصارعة أدت إلى توغل القواعد الأمريكية في المنطقة على بوابة موسكو.

يرى الرئيس مادورو أن التاريخ يعيد نفسه عندما يتعلق الأمر بالفظائع النيوليبرالية-الفاشية الجديدة، بعد تزوير الذاكرة العامة بفعل منشورات الدعاية الكاذبة، وغياب الحقيقة في وسائل الإعلام الغربية الرئيسية، ويرى مادورو أن الخطة في أمريكا اللاتينية تشبه تماما ما فعلوه تجاه يوغوسلافيا، حيث كل الدلائل تشير بهذا الاتجاه.

وكان الرئيس هيوغو شافيز أول شخص يحذر شركائه في أمريكا اللاتينية من التسلل السري الوشيك للناتو إلى أمريكا الجنوبية، لم يستمع إليه أحد، واليوم بعد توقيع اتفاق التعاون الأمني بين كولومبيا وحلف الناتو عان 2013 أصبح الخطر واقعا حيث تحتل القوات الأمريكية سبع قواعد عسكرية في كولومبيا.

وهكذا تتحول دول أمريكا اللاتينية إلى قواعد لحلف الناتو، باعتبارها أكثر قبولا من القواعد الأمريكية وهي المهزلة "الأمنية" نفسها التي حدثت في أفغانستان وتم القصف في الشرق الأوسط بموجبها.

ويرى الكاتب بيتر كونيج أن الطابور الخامس تغلغل في فنزويلا ويتلاعب بالاقتصاد ويدعو إلى الخصخصة انطلاقا من ميامي ويؤدي إلى نتائج تحاكي نقص المواد الغذائية في تشيلي 1973، عشية الانقلاب الدموي الذي قاده الفاشي بينوشيت بدعم من المخابرات الأمريكية، وعبر التلاعب الاقتصادي يسعون إلى قلب الناس على حكومتهم وإشعال فتيل الفوضى.

حتى الآن فشلت الاستراتيجية الأمريكية في فنزويلا وتم إعادة انتخاب الرئيس مادورو يم 20 أيار/ مايو 2018 بأغلبية ساحقة، في أنظف وأعدل انتخابات جرت في كل أنحاء العالم حسب معهد كارتر.

ومع ذلك، فإن الطابور الخامس موجود عبر كتاب الأعمدة عبر العالم المنغمسين في التورط مع الأجهزة الحكومية المعادية، وموجودون في الجيش والشرطة والبرلمان الفنزويلي، والنظام المالي بشكل أكثر أهمية.

وهم يلجؤون إلى تعطيل خدمات الكهرباء والإنترنت والمياه، كما يحدث في كل بلد يرفض الانحناء للإمبراطورية الأمريكية، في روسيا وإيران والصين وسوريا وجنوب السودان وكذلك في كوبا، كل هذا عبر السيطرة على النظام المالي والاحتيال بسبب سطوة الدولار، يجري ذلك عبر صندوق النقد والبنك الدولي وبنك التنمية الأسيوي وغيره من بنوك التنمية الإقليمية وعبر منظمة التجارة العالمية.

وهذه الأجهزة وتحديدا البنك الدولي وصندوق النقد ومنظمة التجارة هي أدوات استعباد الدول لمصلحة الشركات الغربية، وهم منظمون بشكل جيد للسيطرة على النظام المالي العالمي والهيمنة على اقتصاد العالم,

بالعودة إلى فنزويلا يمكن أن يكون لديها مخاوف تمنع حكومة مادورو من اتخاذ إجراءات جذرية، مثل إعلان حالة الطوارئ المؤقتة والتدابير الجذرية لتخفيض الدولار لوقف التضخم والمضاربة، وتقوية العملة المحلية، بوليفار، أو عملة بيترو الجديدة، عن طريق الدعم.

في 20 حزيران/ مايو 2018، صوت الملايين من مواطني فنزويلا بأغلبية ساحقة للرئيس مادورو وحكومته، بأغلبية 68، ما يمثل كتلة صلبة من أنصار الشعب.

وبوجود 6 ملايين تشافيزي يقفون بصلابة خلف الحكومة إلا أن غياب إجراءات جذرية من قبلها يدفع هذا العدد للتلاشي ويصبح مطلوبا عزا الاقتصاديين من عملاء الغرب والطابور الخامس من خلال التخلي عن قاعدة الدولار في الاقتصاد.

وتواجه فنزويلا حاليا معضلة رهيبة، الموت أو القتل، وتعمل للخروج من المأزق بإنشاء شركة بترو وهي العملة الحكومية المنفصلة ، التي تسيطر عليها الحكومة ، والتي تعتمد على المواد الهيدروكربونية والمعادن الثمينة. وهكذا،تستورد فنزويلا حوالي 70 ٪ من طعامها، للأسف من الولايات المتحدة أ. وهكذا ، فإن التخلي عن الدولار من النظرة الأولى يشكل تحديا. ولدى فنزويلا الإمكانيات الزراعية لتصبح قادرة 100٪ على تغطية احتياجاتها من الأغذية في غضون ذلك، ستحل روسيا والصين والدول الأوراسية الأخرى محل الولايات المتحدة كمورد أساسي وقد تقدم كرا كاس طلبا للحصول على عضوية منظمة شنغهاي للتعاون.

والآن،رد حيث تملك الصين أصلا بالفعل استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في فنزويلا، معظمها في مجال الهيدروكربونات، وأعلنت للتو عن قرض آخر بقيمة 5 مليارات دولار لتجديد صناعة البترول الفنزويلية، ولدى الصين وروسيا حصص كبيرة في فنزويلا، ولدى فنزويلا استراتيجية دفاعية ممتازة. والآن ، ستكون عضوية فنزويلا في منظمة شنغهاي للتعاون خطوة كبيرة أخرى بعيداً عن اقتصاد الدولار.

إن بلقنة أمريكا اللاتينية عملية جارية بالفعل والقواعد السبعة في كولومبيا تشكل خطرا كبيرا على فنزويلا مع وجود حدود غابات تصل إلى 1500 كيلو متر يصعب السيطرة عليها، وكذلك هناك حدود تسهل التسلل مع البيرو والإكوادور والبرازيل.