انطلقت سفن كسر الحصار التي أبحرت منتصف شهر مايو الماضي من شمال أوروبا تحت شعار "لأجل مستقبل عادل لفلسطين"، اليوم الخميس، من ميناء "باليرمو" في جزيرة صقلية الإيطالية، إذ يُعتبر هذا الجزء الأخير في رحلتها باتجاه قطاع غزة.
من جهته، أفاد أحد النشطاء من إيطاليا لـ"بوابة الهدف"، أن "هذا الأسطول القادم إلى غزة هو الرابع الذي سيُحاول كسر الحصار عنها، ويُشارك فيه مجموعة ناشطين من معظم دول العالم، إلى جانب بعض الفلسطينيين والعرب"، مُنوهًا أن بعضهم "ليست المرة الأولى لهم في المشاركة في مثل هذه الفعاليات العالمية، بل كانت البحرية الصهيونية تعتقلهم، والآن ها هم يعيدون الكرَّة".
وأضاف أن "الأسطول انطلق من السويد والنرويج يوم الـ15 من مايو الماضي، في ذكرى النكبة"، مُشيرًا أنه "حتى يوم أمس تكون المراكب قد قطعت 4 آلاف ميل بحري. بعد أن مرَّت بكامل الساحل الأطلسي، إلى الساحل الفرنسي، والأسباني. بعدها توقفت في الموانئ البرتغالية والإسبانية، ومن ثم دخلت البحر المتوسط من مضيق جبل طارق، حتى مدينة كالاري، ومن ثم إلى نابولي الايطالية، وأخيرًا إلى صقلية".
وتابع الناشط لـ"الهدف"، أن الناشطين "أجروا مجموعة من التدريبات والتمارين في صقلية، من حيث كيفية التعامل مع عناصر البحرية الصهيونية التي من المؤكّد أنها ستعترض هذا الأسطول، لقد تدربوا على عدم التعامل مع الاستفزاز الصهيوني، لتجنب الخسائر قدر الإمكان".
وحول الأهداف المرجوَّة من هذه الخطوة الهامة على صعيد كسر الحصار عن القطاع، يُكمل: "أولاً توعية الشارع الأوروبي بشكلٍ خاص، والعالم بشكلٍ عام، بالحصار الذي يُخنق قطاع غزة، وهذا أيضًا تم ترجمته على الأرض من خلال مجموعة من الفعاليات والأنشطة والمؤتمرات الصحفية، وتم تنفيذ هذه الأنشطة في عدة أماكن منها: "الأندلس، إسبانيا، ليون في فرنسا، سردينيا، مرسيليا، نابولي، باليرمو"، في حين أنه كان يحدث مضايقات من الصهاينة.
كما وأوضح أن "الأسطول الذي يُواصل طريقه باتجاه قطاع غزة، مكوّن من أربعة قوارب، ومن المتوقع أن تصل المياه الدولية قرب غزة في نهاية الشهر الحالي"، مُتمنيًا "أن يستطيعوا كسر الحصار".
وعن عدد القوارب المختطفة لدى بحرية الاحتلال، جراء اعتراضها خلال محاولتها كسر الحصار عن القطاع، أكّد الناشط أن هناك "28 قاربًا مُحتجزًا لدى الاحتلال، منذ أن بدأت هذه الفكرة في العام 2008".
وختم حديثه بالقول، أن "المساهمين في التنظيم والتنسيق لهذا الأسطول، كانوا من اليسار في إيطاليا، وأوروبا، وإسبانيا، وهناك أمريكان وعرب، ومن جنوب أفريقيا، وماليزيا، إلى جانب رفاقْ من السويد والنرويج"، مُشيرًا إلى أن هناك حملة صهيونية مُعادية في أوروبا، من أجل التشويش على مثل هذه النشاطات التضامنية مع فلسطين.
جدير بالذكر، أن هذه السفن تعتبر ضرورية لإلقاء الضوء على فشل المجتمع الدولي في إنهاء الحصار الظالم عن قطاع غزة، والمساهمة في تعرية الموقف السياسي لكثير من الدول والتي تسكت على استمرار هذه الجريمة التي يرتكبها الاحتلال بحق مليوني فلسطيني معظمهم من اللاجئين ونصفهم من الأطفال يعيشون مأساة حقيقية في غزة، حسبما تقول اللجنة الدولية لكسر الحصار.
ويفرضُ الاحتلال حصارًا مشددًا على قطاع غزة منذ (11 عامًا)، حيث يغلق كافة المعابر والمنافذ الحدودية التي تصل غزة بالعالم الخارجي عبر مصر أو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، باستثناء فتحها بشكلٍ جزئي لدخول بعض البضائع والمسافرين.