في محاولة جادة لإبراز المرونة التاريخية والبصرية في تكذيب الرواية الاستعمارية الإسرائيلية، من خلال تأكيد الهوية والرواية العربية بوحدة الأرض الفلسطينية التاريخية وهويتها العربية، أطلقت "دار الفنون" في العاصمة الأردنية عمّان، قبل أيامٍ كتاب " فلسطين الحضارة عبر التاريخ"، متضمنًا المحاضرات والندوات التي تناولت الآثار وفنون العمارة والصحافة المبكّرة في فلسطين، والكتاب الفلسطيني والتصوير وتاريخ الموسيقى والثقافة الشعبية قبل النكبة عام 1948، كما يستعرض الكتاب المعارض الفنية التي أقيمت خلال العام لأعمال فنانين من الرواد العرب والأجانب من بدايات القرن الماضي، إضافةً لمعارض للفنانين المعاصرين.
ومن أهم ما تضمنه الكتاب، تجربة الرائدة وداد قعوارالتي تتحدث عن رحلتها التي بدأت من بيت لحم لجمع ذاكرة الأثاث والأزياء والبيت الفلسطيني، ومحاضرة الباحثة عايدة النجار "تاريخ الصحافة الفلسطينية 1900-1948"، ومحاضرة حول بداية التصوير الفوتوغرافي في فلسطين للأكاديمي عصام نصّار، كما تناول الكتاب أسماء الآلهة عند الفلسطينيين القدماء "الكنعانيون"، وعمارتهم وحياتهم الدينية للباحث معاوية إبراهيم، و"آليات إنتاج الهوية" من خلال تجربة التشكيلية نور بشّوتي، فيما تم إعادة إنتاج صور لمنتجاتٍ صُنعت في فلسطين، ما تزال قائمة حتى الآن، واستقرت في الوعي الفلسطيني بوصفها تذكارات، وذلك من خلال أعمال لورا سروجي، ولعل أهم الصور التي نُشرت في الكتاب صورة لخريطة وضعها محمد الإدريسي قبل حوالي ثمانية قرون، وتشتمل على تخطيطٍ لمنطقة بلاد الشام في القرن الثاني عشر ميلاديًا.
