Menu

تقريرتعزيز الاستيطان في ظل ترامب.. والمستوطنون: الحمد لله لدينا أمريكا

جنود يعتقلون فتاة فلسطينية في الخان الأحمر

بوابة الهدف - ترجمة خاصة

[تكشف البيانات المتدفقة عن زيادة في الوحدات الاستيطانية بمقدار ثلاثة أضعاف، وبينما تتوسع المستوطنات، تهدد القرى الفلسطينية بالهدم كما الخان الأحمر أو يضيق عليها تماما كما (جت) مثلا.

في هذا التقرير المنشور في (عين الشرق الأوسط MEE ) بقلم تيسا فوكس، مراجعة لنمو الاستيطان في عهد ترامب وبدعم كامل من إدارته، وبنفس الوقت انقلابه على السياسات الأمريكية التقليدية والتي وإن شكلا، كانت تعتبر المستوطنات عقبة في طريق السلام- المحرر]

بعد تفكيك بؤرة "عمونا" الاستيطانية العشوائية في شباط/فبراير 2017، حتى ضمن القوانين الصهيونية، والتي كانت تعتبر اعتداء وقحا على الأراضي الفلسطينية الخاصة، قامت الحكومة الصهيونية بمكافأة المعتدين، وبنت لهم مستوطنة جديدة تدعى "أميحاي" ليست بعيدة تماما عن البؤرة العشوائية، ولكن هذه المرة باسم القانون الاحتلالي، وكوفئ المستوطن الذي كان يعيش في عمونا في منزل عشوائي أو ربما عربة متنقلة، بمنزل بديل على مساحة 180 مترا. هذه الحالة تلخص السياسة الصهيونية الاستيطانية، هنا تصبح البؤرة العشوائية بمثابة طريق التفافي أو جسر نحو توسيع وتعميق الاستيطان.

أحد مستوطني "أميحاي" يقول "الحمد لله لدينا أمريكا"، طبعا يشكر حكومة تبعد عن مستوطنته آلاف الكيلومترات، لأن هذه الحكومة تدعم ادعائه الأساسي "الدولة الإسرائيلية ستطالب بالسيادة على يهودا والسامرة [الضفة الغربية]”، كما يقول، "لأن الشعب الإسرائيلي يعتقد أنه وطنه. الاعتقاد بأن اليهود سيغادرون يهوذا هو خطأ كلي. لن يرحلوا في أي مكان ".

كانت "أميحاي" التي تم بناؤها اعتبارا من آذار/ مارس 2017 أو ل مستوطنة يتم إنشاؤها رسميا من قبل الحكومة الصهيونية منذ 1992، وقد تم بالفعل تسويق 102 وحدة استيطانية منذ أن تولى الرئيس دونالد ترامب، أكبر مؤيد للكيان منصبه الرئاسي في البيت الأبيض.

قانونيا، في الكيان الصهيوني، يجب أن تمر كل خطة لوحدة استيطانية - محددة كبيت واحد - بأربعة مراحل داخل الحكومة، بعدها ا فقط يتم طرحها للمناقصة، مما يسمح للمقاولين المحتملين بالمزايدة على بناء المستوطنة، ولكن "أميحاي" كانت الاستثناء الذي مهد للقاعدة التوسعية المتسارعة للاستيطان.

خلال العامين الماضيين، كانت الزيادة في النمو الاستيطاني حادة. هذا بغض النظر عن مرحلة التسوية، سواء كانت مجموعة من الرسومات المعمارية في مكتب التخطيط أو تسليم مفاتيح الباب الأمامي للعائلات المستوطنة.

وخلال 22 شهرا من حكم ترامب الذي بدأ في تشرين ثاني/ نوفمبر 2016 تمت الموافقة على 4.476 وحدة سكنية ، وفقًا لمنظمة السلام الآن. لكن في الأشهر الـ 21 التي تلت ذلك، تضاعف هذا الرقم أكثر من ثلاثة أضعاف ليصل إلى 13987 وحدة سكنية.

و تستمر الأعداد في التزايد: هذا الرقم في الأشهر ال 19 الماضية لا يشمل موافقة الحكومة الصهيونية يوم 3 تموز/يوليو الجاري على 1000 وحدة، وتهدف إلى توسيع مستوطنة "بسغات زئيف" في القدس الشرقية.

يأتي توسيع المستوطنات بدعم أمريكي شامل بالتوازي مع تصعيد الحصار والضغوط على القرى الفلسطينية بما يتماشى مع الرؤية التوسعية في الضفة الغربية. عقلية تترسخ في عقيدة الضم عبر عدد من المبادرات التشريعية الصهيونية.

ترامب يكسر التقاليد

على العكس من رؤساء الولايات المتحدة، سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين كسر ترامب جميع التقاليد التي كانت تعارض الاستيطان ولو شكليا، وتعتبره عقبة في طريق السلام. فخلال أول لقاء له مع نتنياهو عام 2009 قال أوباما أنه يجب أن يكون هناك تجميد المستوطنات.

وحتى قبل ذلك في ظل إدارة بوش، كان هناك سياسة واضحة بعدم قبول بناء المستوطنات في أي مكان، ولكن هذا تغير مع ترامب، ولا تصدر أي تعليقات على الاستيطان من البيت الأبيض لا من قريب ولا من بعيد على العكس من الإدارات السابقة التي صدرت عنها أحيانا ردود فعل درامية على المستوطنات بل قامت فعليا بعرقلة بعض المشاريع.

وحسب منظمة "السلام الآن"، تقوم الحكومة الصهيونية بأشياء كانت تعتبر من المحرمات مثل الوحدات الاستيطانية الجديدة المعتمدة في قلب مدينة الخليل، وقد احتلت المنطقة المرتبة الثانية في الضفة الغربية بالنسبة للقمع الاستيطاني للفلسطينيين في أوائل 2017، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ، الذي يمثل تنظيم الجهود الإنسانية في المنطقة. و خطط لبناء مستوطنة جديدة تضم 31 وحدة في قلب مدينة الخليل وهو شيء لم يكن واردا منذ الثمانينيات والموضوع يتعلق ليس فقط بالكم من الوحدات الاستيطانية بل بالنوع، المتعلق بالمكان الذي يتم الاستيطان فيه.

وفي سجل ترامب أنه بعد أيام من توليه للسلطة، وافقت الحكومة الصهيونية على 2500 وحدة استيطانية في الضفة، وذلك يوم 24 كانون ثاني/يناير 2017، وبقيت الحكومة الأمريكية صامته، وجاء التفسير يوم 16 حزيران/ يونيو 2017 من قبل وزير الحرب أفيغدور ليبرمان " إن الحكومة وافقت على أكبر عدد من الوحدات الاستيطانية منذ عام 1992. وأضاف ليبرمانم تعد إسرائيل ممنوعة من ذلك ". وأضاف ليبرمان "من الواضح أن الولايات المتحدة هي شريكنا الاستراتيجي الرئيسي ، ومع شركائنا نحافظ على الشفافية". "كل شيء مفتوح. نحن نحافظ على الخطوط المفتوحة، ونحافظ على الحوار، ونحافظ على الصدق، ولدينا تفاهمات ".

وخلال مؤتمر صحفي في واشنطن يوم 7 كانون أول/ ديسمبر عام 2017، بعد يوم واحد من إعلان ترامب نيته نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، سأل أحد الصحفيين ديفيد ساترفيلد، القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية في مكتب شؤون الشرق الأدنى، إن كانت الولايات المتحدة قد وافقت على البناء الاستيطاني في القدس الشرقية، أجاب ساترفيلد: "لن أعيد التأكيد على السياسة في هذه المرحلة."

طرح السؤال مرة أخرى في 5 حزيران/ يونيو من هذا العام على هيثر ناويرت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، وأجابت: "لقد تحدث الرئيس عن المستوطنات في مناسبات عديدة، واحد من الأشياء التي قالها أن النشاط الاستيطاني غير المقيد لا يخدم قضية السلام. وقال الرئيس أيضا إن حكومة إسرائيل تحدثت معه عن هذا ، وأنهم أجروا محادثات خاصة حول هذه المسألة بالذات. لكننا كنا واضحين بشأن قضية المستوطنات منذ اليوم الأول ".

وطبقا لتقرير MEE فقد اتصل صحفيوها بمسؤول بالسفارة الأمريكية في الكيان للتعليق. ورفضوا إجراء مقابلة ولكنهم قالوا في بيان: "لقد أوضحت الحكومة الإسرائيلية أن نيتها هي تبني سياسة تتعلق بنشاط استيطاني يأخذ في الاعتبار مخاوف الرئيس. الولايات المتحدة ترحب بهذا" و "لقد أوضحت الإدارة - في حين أن وجود المستوطنات ليس في حد ذاته عائقًا للسلام، فإن المزيد من النشاط الاستيطاني غير المقيد لا يساعد في تقدم السلام".

وحاليا يوجد أكثر من 200 مستوطنة في الضفة الغربية من بينها 125 مستوطنة على الأقل معترف بها رسمياً من قبل الحكومة الصهيونية، وتم بناء 100 مستوطنة أخرى دون تصريح رسمي ولكن بدعم من الحكومة، تُعرف باسم "البؤر الاستيطانية".

"الأمر كما لو كانوا بشرًا ونحن لا"

حيث الاستعدادات للتوتر الحالي بين الكيان و فلسطين حول مسألة من يستطيع أن يعيش حيث يريد، فإن قرية خان الأحمر هي هذا الرمز. حيث الاستعدادات جارية الآن لهدم القرية وتوسيع مستوطنة كفار أدوميم المجاورة ، رغم الإدانة الدولية من المملكة المتحدة وفرنسا وأيرلندا والأمم المتحدة وغيرها.

وفي 5 يوليو / تموز، أمرت المحكمة العليا بإيقاف عملية الهدم وفقد أدت سلسلة من الأوامر الزجرية إلى تأخير كل من الهدم وطرد السكان، من المقرر عقد الجلسة التالية في 15 آب/ أغسطس.

ومنذ أن أصبح دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، تمت الموافقة على 415 خطة للوحدات الاستيطانية الجديدة في كفار أدوميم، بما في ذلك 92 وحدة في 30 أيار/ مايو. تمت الموافقة على التوسع في شباط/ فبراير 2017، بعد شهر واحد من تولي ترامب السلطة.

يقول أحمد أبو دهوك، أحد سكان "الخان الأحمر": "الطرد ينتقل من جيل إلى جيل". مسترجعا قصة عرب الجهالين الذين طردوا أصلا من موطنهم الأصلي في تل عراد في النقب في الخمسينيات. ويضيف "نحن نعيش تتحرك باستمرار. تم إجلاء أهلي من تل عراد في النقب، والآن سيواجه أطفالنا نفس الشيء ".ويضيف "كأنهم بشر ونحن لا".

تهدم  سلطة الاحتلال "الخان الأحمر" لتوسيع "كفار أدوميم"، وأيضا مقارنة أخرى، تحرم قرية "جت" الفلسطينية شمال "أميحاي" من تراخيص البناء، بينما تزرع المستوطنة سرطانيا في المنطقة، ومعضلة "جت"، هي معضلة المنطقة (ج) عموما، التي تشمل 61% تقريبا من أراضي الضفة الغربية، و التي تقع تحت السيطرة "الإسرائيلية" الكاملة وفي هذه المنطقة يجب أن تمر طلبات البناء الفلسطينية من خلال الإدارة المدنية الاحتلالية التي توافق على أقل من 2% منها.