يتواصل اعتصام موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) داخل مقرّها الرئيسي غرب مدينة غزة، لليوم الرابع على التوالي، رفضًا واحتجاجًا على التقليصات والإجراءات التقشفيّة التي تُنفّذها المؤسسة الأممية بذريعة الأزمة المالية، من بينها القرار الأخير بفصل نحو ألف موظف.
وكان اتحاد موظفي الوكالة دعا الموظفين لاعتصامٍ دائم ومفتوح داخل وخارج مقر الأونروا، في أعقاب فصل الأخيرة قرابة ألف موظف يعملون على ميزانية الطوارئ، وتهديد الأمن الوظيفي لسائر العاملين، إلى جانب التلويح باتّخاذ إجراءات أخرى وتقليصات جديدة تطال اللاجئين كافة، وحقوقهم.
وبدأ اعتصام الموظفين صبيحة يوم الأربعاء الماضي 25 يوليو، بعد توجيه المكتب الإقليمي بغزّة رسائل لنحو 120 موظفًا بالفصل وانتهاء عقودهم نهاية أغسطس المقبل، ورسائل لحوالي 800 آخرين، بانتهاء عقودهم نهاية العام. الأمر الذي أثار موجة غضب عارم وسخط شديد بين صفوف العاملين في الأونروا، خاصةً وأنّ قرارات الفصل طالت موظفين عملوا لدى الوكالة أكثر من 18 عامًا، وبعضهم من فئة (A) أيّ مُثبّتين.
ويرفض اتحاد الموظفون قرارات الفصل بشكل قاطع ويُطالب، بالنيابة عن العاملين كافة، إدارة الأونروا بالتراجع عن هذه القرارات، وعدم المساس بحقوق وكرامة الموظفين، وحلّ الأزمة المالية بعيدًا عنهم. وأكّد الاتحاد في تصريحات عدّة مُواصلته الاعتصام حتى التراجع عن الفصل. داعيًا رؤساء المناطق ومدراء الدوائر والبرامج لمقاطعة إدارة الوكالة، وعدم تطبيق قراراتها والانحياز التام إلى مصالح ومطالب الموظفين. كما أعلن الاتحاد بدءه "نزاع عمل" وصولًا للإضراب الشامل بعد 21 يومًا، سيُواصل خلالها الموظفون الفعاليات النقابية الاحتجاجية.
يُضاف إلى فصل الموظفين وتهديد الأمن الوظيفي لمن تبقّى على رأس عملهم، تلويح إدارة الوكالة بأنّ العجز المالي والإجراءات التقشفية قد تدفع إلى إعلان تأجيل العام الدراسي الجديد، بما يعنيه من إحالة 22 ألف موظف إلى إجازة مفتوحة بدون راتب، لمدة غير مُحددة، إذا ما جرى تطبيق القرار في مناطق عمليات الوكالة الخمس.
وكانت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أجمعت على إسناد الموظفين، والقيام بعدّة فعاليات احتجاجيّة ضدّ قرارات إدارة وكالة الغوث، التي اعتبرتها الفصائل "تنفذ أجندات أمريكية وصهيونيّة ضد شعبنا".
وأعلنت الفصائل أن من ضمن الفعاليات تظاهرة حاشدة غدًا الأحد أمام المقر الرئيس للأونروا في غزة، وفعالية أخرى الثلاثاء في ذات المكان. إضافة لفعاليات مشتركة ستُنظَّم في مناطق عمليات الوكالة الخمس، للتعبير عن رفض جميع اللاجئين لسياسة التقليصات.
وقالت الفصائل في مؤتمر صحفي أعقب لقاءٍ عقدته الخميس "إنّ هناك شخصيات داخل الوكالة تسعى لتطبيق أجندات مشبوهة معادية للشعب الفلسطيني، بينها حكم شهوان وساندرا ميتشل، إضافةً إلى ماثياس شمالي مسؤول الوكالة في غزّة".
هذا ودعت أطر صحفية قطاع غزة، الخميس، إلى مقاطعة أخبار وتصريحات الناطقين باسم الأونروا، وكبار المسئولين فيها حتى انتهاء أزمة الموظفين الحالية. داعيةً وسائل الإعلام كافة إلى لفظ رواية إدارة الوكالة والاصطفاف إلى جانب الموظفين وعموم اللاجئين، وإسنادهم ودعم حقوقهم.
وأكّدت الأطر في بيانٍ لها أنّ "أزمة الوكالة سياسية مُفتعلة، وقالت إنّ "المسؤولية الوطنية والإنسانية تقتضي الالتحام مع الموظفين وحقوقهم، وتعلو على المهنيّة الصحفية بمعناها المُجرّد، فلا نضع إدارة الوكالة وكبار مسؤوليها، وبعضهم بات مفضوحًا بسمعته السيئة على الصعيد الوطني والإنساني، لا نضع هؤلاء موضع الطرف الجدير بتضمين روايته بداعي المهنية".
الأطر التي أصدرت البيان وهي: كتلة الصحفي الفلسطيني، التجمع الإعلامي الفلسطيني، التجمع الصحفي الديمقراطي، دعت وسائل الإعلام كافة إلى "تحشيد الجماهير وتوعية الجميع بحجم الخطر الذي تتعرض له حقوق اللاجئين بذريعة الأزمة المالية".