في العام 1935 قام إبراهيم حسن سرحان، من مدينة حيفا، بتحقيق أول فيلم وثائقي فلسطيني، عندما أخرج وافتتح فيلم بعنوان "أحلام تحققت" ومدته 45 دقيقة، حول رعاية الأيتام، وبعد النكبة هاجر سرحان مدينة يافا إلى الأردن، حيث واصل عمله السينمائي، منجزًا فيلمه الطويل الأول "صراع في جرش" عام 1957، وهو الفيلم الأردني الأول في تاريخ السينما الأردنية.
تعرفت مجلة "الهدف" في بيروت على السينمائي الفلسطيني الأول إبراهيم حسن سرحان، بعد أن التقاه بالصدفة المخرج قاسم حول في مخيم شاتيلا في بيروت، وأجرى معه حوارًا مطولًا ومصورًا نشرته مجلة الهدف، موثقةً بذلك اكتشاف أول سينمائي فلسطيني.
في نفس العام الذي حقق سرحان فيلم أحلان تحققت، قام بتصوير "ريبورتاج" بكاميرا قال إنه اشتراها بـ 50 جنيهًا فلسطينيًا، حول زيارة الملك عبد العزيز آل سعود في ذلك العام، وجولة مع الحاج أمين الحسيني بين مدينتي اللد ويافا، حوالي 20 دقيقة، فيما بعد صور سرحان زيارة أحمد حلمي باشا، عضو الهيئة العربية العليا، الذي أعطاه 300 جنيه فلسطيني كتبرع ما مكنه من افتتاح "ستوديو فلسطين" في مدينة يافا، مقابل المستشفى الفرنسي، ويعتبر "ستوديو فلسطين" أول ستوديو سينمائي في فلسطين.
اختلفت الأخبار حول موت سرحان، بعض المصادر تقول أنه استشهد في مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1987، وحالت ظروف الحرب الأهلية اللبنانية دون خروج جنازة تليق بالرائد السينمائي الأول في فلسطين، واقتصرت الجنازة على زوجته وابنته.
بالعودة إلى المقابلة التي أجراها قاسم حول مع سرحان في مجلة الهدف، تشف عن سرحان، ليس فقط كسينمائي رائد، ولكن كمثقف يتحدث عن حروب الإعلام ودور السينما في توثيق الصراع مع الاحتلال، وتأكيد الهوية الوطنية الفلسطينية!