قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، اليوم الجمعة، أن حكومة بلاده تعهدت بزيادة كبيرة في تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد أن خفضت الولايات المتحدة مساعداتها.
ووفقًا لما نقلته وكالة "رويترز" عن الوزير، فإن أزمة تمويل "الأونروا" تزيد من حالة الشك وعدم اليقين، في حين أضاف أن "ضياع هذه المنظمة يمكن أن يطلق سلسلة ردود فعل لا ضابط لها".
وأوضح أن "بلاده قدمت 81 مليون يورو (94 مليون دولار) للوكالة هذا العام حتى الآن، وإنها مستعدة لزيادة إسهاماتها، دون أن يحدد رقمًا".
وتابع: "نحن نستعد الآن لتقديم مبالغ إضافية كبيرة، ومن الواضح أن التمويلات الألمانية لن تسد العجز البالغ 217 مليون دولار والناجم عن انسحاب الولايات المتحدة"، حاثًا الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى على العمل لوضع "أساس مالي مستدام للوكالة".
وفي السياق، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الجمعة، أن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألغت التمويل الأمريكي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بشكلٍ كامل كجزءٍ من تصميمها على وضع أموالها في المجالات التي تخدم سياستها".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على القرار الذي سيصدر خلال الأسابيع المُقبلة بادعاء "رفض طريقة إنفاق أونروا للأموال"، في حين قال المسؤولون إن "الولايات المتحدة سوف تدعو إلى تخفيض الاعتراف بعدد اللاجئين الفلسطينيين المقدر عددهم بنحو خمسة ملايين إلى عُشر ذلك العدد. ومن شأن أي تخفيض من هذا القبيل يعني أن يلغي فعليًا بالنسبة لمعظم الفلسطينيين، حق العودة".
وكانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، قد ذكرت في كلمة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، أن "الإدارة تريد من دول أخرى في المنطقة تحمل راية حقوق الفلسطينيين أن تقدم إسهامات مالية، وتساءلت أين المملكة العربية السعودية؟ أين الإمارات العربية؟ أين الكويت ؟ ألا يهتمون بما يكفي بالفلسطينيين ويقدمون الأموال للتأكد من أنه يتم رعاية الأطفال الفلسطينيين؟"، على حد وصفها وتعبيرها.
وقلصت واشنطن تمويلها لميزانية وكالة الغوث للعام 2018 بشكلٍ كبير، ولم تدفع منها سوى 60 مليون دولار من أصل 350. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في حينه هيذر نويرت "إن القرار يؤمل منه تشجيع الإصلاحات داخل الأونروا، والضغط على دول أخرى لتغطية المزيد من ميزانية الوكالة".
ويُشكل التمويل الأمريكي أكثر من ربع ميزانية الوكالة الأممية، التي تصل إلى 1.2 مليار دولار. وتُقدّم الأونروا خدماتها لأكثر من 5 مليون لاجئ فلسطيني، في مناطق عملياتها الخمس: غزة والضفة الغربية، والأردن، ولبنان، وسوريا.