أُطلقَت في متحف محمود درويش في رام الله مساء اليوم الاثنين، رواية للفتيان بعنوان للأسير الفلسطيني وليد دقة، حملت عنوان "حكاية سرّ الزيت".
وتتجول الرواية في عقل ولد يريد أن يزور أبيه في السجن، لكنه لا يستطيع بسبب منع الاحتلال للزيارة، فيقوم الولد بالاختباء داخل شجرة زيتون سيتم نقلها إلى الداخل، ومن هناك، وعبر الاختفاء بواسطة زيت الزيتون المقدس، يستطيع الولد دخول السجن للزيارة، وحين يخيَّر السجين بأن يتم إخراجه بواسطة الزيت المقدس، يختار أن يتم نقل الطلاب الذين لا يستطيعون الوصول إلى جامعاتهم، مقدماً تعليمهم على حريته.
الرواية صادرة عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، برسومات للفنان فؤاد اليماني وتصميم الخيري وبدعم من دياكونيا، وتقع في 96 صفحة من القطع المتوسط.
ورعت أمسية إطلاق الرواية ثلاث مؤسسات هي: متحف محمود درويش، واتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، ومؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، وقام بتقديم الأمسية كل من الشاعر والناقد عبد الرحيم الشيخ، والكاتبة أحلام بشارات.
ولد وليد نمر أسعد دقة عام 1961 في باقة الغربية، وهو معتقل منذ 25-3-1986، ومحكوم بالسجن المؤبد بتهمة الانتماء إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وخطف وقتل الجندي "موشيه تمام" في نتانيا.
اختار وليد أن يكون عضوًا في التجمع الوطني الديمقراطي، وقد انتخب غيابيًا عضوًا في اللجنة المركزية للتجمع، وهو كاتب متمرس في المقالة السياسية، ويهوى المطالعة والرياضة، وكان من المفترض أن يتم الإفراج عنه ضمن الدفعة الرابعة التي تراجعت "إسرائيل" عن تنفيذها.
واكتسب وليد خبراتٍ واسعة في حياته الاعتقالية وقدراتٍ ثقافية عالية، وحصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية، ويعتبر أحد أبرز مفكري ومثقفي الحركة الأسيرة، وله عدة مؤلفات مهمة أبرزها كتاب "صهر الوعي".
وتم تحويل نصه في الأسر، "الزمن الموازي"، إلى مسرحية قدمت على مسرح الميدان في حيفا، وقامت على إثرها ضجة في "إسرائيل".
ويشرح وليد دقة، في نصّه، حالة السجين ونظام حياته، في الأسر، واصفًا هذه الحياة بأنها تسير في زمن موازٍ للزمن الذي يعرفه بقية الناس، ولمن لا يضربه برد السجون.
وكانت سناء سلامة، زوجة الأسير دقّة، قالت لـ "بوابة الهدف"، أن الرواية "مثيرة تحكي قصة الطفل «جود» الذي يستعين بأصدقائه الحيوانات وبشجرة الزيتون لزيارة أبيه السجين، وهي نموذج لأدب المغامرات الذي يعيش أبطاله في ظل الاحتلال، وما تستدعيه الظروف من ضرورة التخفي، دون أن نغادر عالم الخيال والطفولة".
وأشارت أنها تعتبر تجربته الأولى في الكتابة لليافعين، والتجربة الفلسطينية الأولى لليافعين في أدب السجون.
المصدر: وفا