تظاهر العشرات من جرحى مسيرات العودة ومواطنون، صباح اليوم الأحد، مُقابل بنك الإنتاج غرب مدينة غزة، احتجاجًا على الواقع الصحّي المُتردّي في القطاع، وعدم توفر العلاج اللازم، إضافة إلى المماطلة في صرف دفعات مالية كانت مخصصة لهم.
وردّد المتظاهرون هتافات طالبت المسؤولين في غزة "بتوفير العلاج للجرحى، والكفّ عن إذلالهم وخنقهم"، كما هتفوا ضدّ الحصار الصهيوني. وأحرقوا عددًا من الإطارات تعبيرًا عن احتجاجهم.
#شاهد | العشرات من جرحى مسيرات العودة يحتجون بعد عدم دفع مخصصاتهم التي كانت مقررة من قبل الحكومة بغزة، وتقصير المستشفيات في علاجهم.#خاص_الهدف pic.twitter.com/9UfjPzN0KE
— بوابة الهدف (@hadafnewsps) ١٦ سبتمبر ٢٠١٨
وقال أحد جرحى مسيرات العودة لبوابة الهدف "انخنقنا.. مش قادرين، بدنا علاج، الناس بتموت"، مُضيفًا أنّه تلقّى رصاصتين من النّوع المتفجّر في ساقه اليُمنى، وهو الآن مُهددٌ ببترها، إذا لم يتلقّى العلاج والدواء المناسب على الفور.
ودعا الجريح المُتظاهر إلى رفع الحصار الصهيوني عن القطاع باعتباره المُسبب الأوّل للأزمات المُعاشة.
وأعرب عن سخطه من التصريحات المُتكرّرة لوزاة الصحة بغزّة حول عدم توفّر العلاج والدواء، دون جدوى، وترك الجرحى يُعانون وحدهم، خاصةً وأنّ أكثرهم يُعانون من أوضاع اقتصادية مُتردّية، ولا يتمكّنون من توفير العلاج اللازم على نفقتهم الخاصة.
مُتظاهر آخر من جرحى مسيرات العودة عبّر عن سخطه على المسؤولين، وقال لبوابة الهدف "أذهب كي أتلقّى العلاج فيطلبون منّي الإثبات بأنّني أحد جرحى المسيرات، ثمّ يقولون لنا بأنه لا يُوجد علاج!".
وأفاد أحد الجرحى المُتظاهرين لبوابة الهدف بأنّه كان من المقرر يوم أمس السبت صرف دفعة مالية لمُصابي مسيرات العودة، وقد علموا أنّ الدفعة وصلت البنوك بغزة الخميس الماضي، وسيتم صرفها السبت، إلّا أنّهم فوجئوا بالأمس بأن تمّ إبلاغهم بسحب الأموال المخصصة لهم من البنوك، وعليه لم تُصرف لهم أيّة دفعات.
وذهب مواطنٌ من المُحتجّين إلى اتّهام الحكومة في غزة بـ"الكذب"، وقال "بيقولوا إلنا فش مصاري، بيكذبوا على الناس". بعدما كان أوضح لبوابة الهدف أنّه قدِم لبنك الإنتاج بالأمس واليوم للاستعلام عن الدفعة المخصصة له، لكنّه لم يتقاضى شيئًا.
مُواطن آخر أبدى استياءه من الوضع المعيشي في القطاع، وأشار إلى أنّه يذهب لمسيرات العودة، ويُشارك في الفعاليات كافة، إلّا أنّ الواقع من صعب إلى أصعب!.
يُشار إلى أنّ مسيرات العودة التي انطلقت نهاية مارس 2018 على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 178 مواطنًا وإصابة أكثر من 19 ألفًا، بينهم الأطفال والنساء، جراء قمع جيش الاحتلال لهم بالرصاص المتفجر والقنص والقصف المدفعي.
وتقول وزارة الصحة في غزّة إنّ المرافق الصحيّة كافة تُعاني من عجز حاد في المستلزمات الطبّية وبعض أصناف الأدوية، جرّاء الحصار "الإسرائيلي"، إضافة إلى العقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطيينية على القطاع ومنها تقليص كميات الأدوية والمُستلزمات الطبية المُورَّدة لمرافق الوزارة بغزة.
هذا ومن المقرر أنّ تعقد وزارة الصحة بالقطاع مؤتمرًا صحفيّا ظهر اليوم، للوقوف على مستجدّات الواقع الصحي بغزّة في ظلّ أزمة الوقود، بعد تحذيرات عدّة أطلقتها الوزارة مؤخرًا من "تفاقم ونفاد كميات الوقود المتبقية لديها في مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح، وكذلك مجمّع الشفاء الطبي، وهو ما يؤثر بشكلٍ مباشر على الخدمة المقدمة للمرضى".