يوافق اليوم الرابع من تشرين أول/أكتوبر، ذكرى تنفيذ الاستشهادية الفلسطينية "هنادي جرادات"، من "حركة الجهاد الإسلامي"، عمليةً بطوليّة، في مدينة حيفا المحتلة، عام 2003 ما أدى لمقتل 21 صهيونيًا إثر ذلك.
من هي؟
ولدت هنادي جرادات في الحي الشرقي لمدينة جنين شمال الضفة الغربية في 22 سبتمبر 1975، لعائلة تتكون من 12 فردًا (ثمانية فتيات وشابين هما فادي ـ الذي نفذت عمليتها ثأرًا له ـ وثائر).
درست هنادي المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمدرسة فاطمة خاتون، والثانوية بمدرسة الزهراء، قبل أن تتوجه إلى الأردن لتلتحق بجامعة جرش الأهلية، وتدرس بكلية الحقوق لتتخرج عام 1999 وتعد إلى فلسطين للعمل في مجال المحاماة، وكانت تنوي افتتاح مكتب خاص بها كمحامية مستقلة.
استشهاد شقيقها
في مساء 12 يونيو 2002 قامت القوات الخاصة الصهيونيّة بقتل فادي ـ شقيق هنادي ـ وصالح ـ ابن عمها، وهو قائد عسكري بالجهاد الإسلامي، أثناء جلوسهما أمام منزلهم بحارة الدبوس في شرق مدينة جنين مع زوجة صالح وشقيقات فادي.
يقول الأب تيسير جرادات "كان بإمكانهم اعتقالهما، ولكنهم أطلقوا النار عليهما وقتلوهما بدم بارد". عندما تقدمت هنادي لنجدة شقيقها المضرج بالدماء هاجمها الجنود ومنعوها، وقد أثرت هذه الواقعة بشكل بالغ ـ كما يقول الوالد تيسير جرادات ـ على هنادي.
تقول شقيقتها فادية: "من يوم استشهاد أخي اختلفت طباعها تماما، أصبحت تجلس بمفردها كثيرا، تحب العزلة، تستمع الأشرطة الدينية وتقرأ القرآن"، موضحة أنها توعدت بالثأر بعد أن رأت جثة شقيقها في المستشفى، وأشارت فادية إلى أن شقيقتها تأثرت أيضًا بالعدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، وليس بمجرد استشهاد أخيها وابن عمها.
العملية
يوم التفجير غادرت هنادي منزل أسرتها وهي صائمة دون أن تظهر عليها ـ كما تقول أمها ـ أي علامات تثير الشك بأنها ستقوم بأي عمل غير اعتيادي، ثم تمكنت من تنفيذ العملية التي هزت مدينة حيفا السبت 4 أكتوبر 2003، وأسفرت عن مقتل 21 صهيونيًا وإصابة 50 آخرين؛ لتكون بذلك الاستشهادية السادسة بالانتفاضة، وأولى استشهاديي العام الرابع للانتفاضة.
الاستشهادية السادسة
تعد هنادي جرادات الاستشهادية السادسة من الفتيات اللواتي نفذن عمليات تفجيرية ضد أهداف صهيونيّة؛ حيث كانت الأولى وفاء الإدريسي من مخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله والتي نفذت عمليتها في القدس ، وكانت الثانية هي دارين أبو عيشة، التي نفذت عمليتها عند أحد الحواجز الصهيونيّة، عندما استوقفها الجنود ففجرت نفسها بينهم، وتلتها آيات الأخرس في متجر بالقدس الغربية، ثم عندليب طقاطقة من بيت فجار بقضاء بيت لحم، وكانت خامستهن هبة دراغمة، والسادسة هنادي جرادات.