Menu

بعد فضيحة التجسس الأمريكية على فرنسا

تعرف على أحدث وسائل التجسس

حشرة كالبعوضة تستخدم في المراقبة والتجسس

بوابة الهدف_ وكالات:

تصدرت فضيحة التجسس التي قامت بها الولايات المتحدة بمراقبتها لهواتف ثلاثة رؤساء فرنسيين سابقين عناوين وسائل الإعلام العالمية، وأعلنت فرنسا عن غضبها مما حدث، فعلى الرغم من وجود تعهد أمريكي تم التوقيع عليه أواخر عام 2013 بالتوقف عن التنصت الإلكتروني على حلفائها، إلا أن أمريكا ما زالت مستمرة في تجسسها.

ولا تعد تلك الحادثة الوحيدة في تاريخ الولايات المتحدة ففي عام 2013 أعلنت ألمانيا استنكارها الشديد لقيام وكالة الأمن القومي الأميركي بالتجسس على الهاتف الجوال للمستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل”، وأيضًا تنشيطها لعدد من برامج التجسس على ألمانيا عبر الإنترنت.

ولأن وسائل التجسس تتطور بشكل متسارع فسنرصد في التقرير آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، وأبرز حوادث التجسس التي اكتُشفت حول العالم.

الكرة الأمريكية تتخطى الحواجز

يقوم حاليًا الجيش الأمريكي باختبار كرة عبارة عن روبوت تجسسي أطلق عليه اسم “الكرة الحارسة”، والتي سيكون باستطاعتها دخول أي مكان مستهدف في صمت، والتجول فيه عن طريق التحكم بها عن بعد من داخل مركبة خاصة.

وتتنوع إمكانيات الكرة فيمكنها الغوص في الماء بشكل يصعب معه كشفها لصغر حجمها، وتسير بسرعة تتراوح بين 5 إلى 6 أميال في الساعة، باستخدام الطاقة التي تصلها عبر البطاريات الموجودة بداخلها.

أما بالنسبة للمواصفات الفنية فلا يتجاوز قطر النموذج الأولي للكرة قدمين، وتقع على جانبيها كاميرا عالية الدقة تشبه في عملها عين الحارس، ويبلغ ثمن الكرة مئة ألف دولار.

الحشرات ترصد المقاومة الفلسطينية

تبدو عن بعد كطائر عادي أو حشرة صغيرة ولكنها في حقيقة الأمر أجهزة تجسس تستخدمها إسرائيل لتعقب المقاومة الفلسطينية والتجسس عليها، ضمن الوسائل التكنولوجية التي تستخدمها في حربها على الفلسطينيين.

وتم اكتشاف هذه الحشرات خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في مارس 2015 عندما كانت تحوم فوق المناطق التي تطلق منها قوات المقاومة صواريخها على إسرائيل، مما أثار الاشتباه فيها، فتم تفكيكها ودراستها.

وتبين أن على ذاكرتها أهدافًا وصورًا للجنود الإسرائيليين تقوم بالبحث عنهم، كما أنها تعمل على رصد وتتبع المناطق التي ينتقل بينها عناصر المقاومة، والأشخاص الذين يترددون عليهم، على أمل الوصول إلى أماكن الجنود الإسرائيليين.

ولا تتجاوز هذه الحشرات في حجمها العصفور الصغير، وتمتلك أجهزة لتحديد المواقع الجغرافية “GPS” عبر الأقمار الصناعية، تقوم من خلالها ببث الإشارة لاسلكيًّا، وبإمكانها الطيران والتسلل إلى داخل الأبنية المختلفة عبر فتحات صغيرة مثل العصافير أو الذباب، وتكون قيادتها عن بعد من مركز التحكم عبر الأقمار الصناعية.

جدير بالذكر أن الجيش الأمريكي يعمل الآن على تطوير مجموعة من أجهزة التجسس فائقة الصغر، تشبه الطيور والحشرات الطائرة وتسم “الأجهزة الطائرة الصغيرة”، وتتم عملية تطويرها في قاعدة “رايت باتيرسون” في ولاية “أوهايو” الأميركية، ويسعى العاملون في المشروع إلى الوصول في المستقبل لآلية تمكن هذه الأجهزة من العمل بواسطة الذكاء الاصطناعي من غير أي تحكم بشري.

هل شريحة هاتفك آمنة؟

يعد هذا السؤال مهمًّا، بعد أن تمكنت أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية من سرقة شفرة الهواتف النقالة من إحدى الشركات التي تصنع الشرائح الخاصة بها، وعن طريق تلك الشفرة أصبح بإمكانها التجسس على المكالمات الصوتية والبيانات بشكل مباشر، وفقًا لتقرير نشره موقع “The Intercep” الاستقصائي.

ويذكر التقرير أن أجهزة الاستخبارات السابق ذكرها حصلت على الشفرة الخاصة بشركة “Gemalto”، وهي إحدى الشركات الكبرى التي تنتج المليارات من الشرائح الهاتفية، واستند التقرير إلى تسريبات “إدوارد سنودن” عميل الاستخبارات الأمريكية السابق، الذي أكد على أن الأجهزة الاستخباراتية أصبحت في الوقت الحالي قادرة على التجسس على الهواتف دون الحاجة لإذن من المدعي العام أو اعتراض المكالمات السلكية.

في مطارات كندا احذر من «الواي فاي»

بعد ما حدث في مطارات كندا من تجسس على المسافرين عبر “الواي فاي”، يجب عليك إعادة التفكير في مدى الأمان والخصوصية التي تتمتع بها في أبسط وسائل اتصالك، فقد ذكرت شبكة التلفزيون الكندية أن جهاز الاستخبارات الكندي أجرى لحساب وكالة الأمن القومي الأميركية تجربة لجمع معلومات عن المسافرين من خلال اتصالهم بشبكة الإنترنت “واي فاي” في المطارات، مما سمح بتتبع كل تحركاتهم لأيام بعد وصولهم.

وكشفت وثائق أعلن عنها العميل السابق لدى الاستخبارات الأمريكية “إدوارد سنودن” أن مركز الأمن والاتصالات في كندا كانت لديه القدرة على متابعة جميع تحركات المسافرين الذين أجروا اتصالا بشبكة “الواي فاي” عبر أجهزتهم النقالة من هواتف وألواح وكمبيوترات في المطارات الكندية، وتمكن من تتبعهم في كل تحركاتهم بعد وصولهم للأراضي الكندية.

وفي ذلك معارضة صريحة للقانون الكندي الذي ينص على أن مهمة مركز الأمن والاتصالات هي القيام بعمليات استخباراتية في الخارج عبر اعتراض الاتصالات أو مراقبة حركة الإنترنت، ووجهت في الآونة الأخيرة العديد من الانتقادات إلى المركز لقيامه بتسهيل أعمال التجسس في الفترة الأخيرة لحساب وكالة الأمن القومي الأميركية.

جاسوس لكل حاسوب

رغم ما تقوم به من تحصينات لجهازك لحماية نفسك من التجسس، سيظل من المحتمل أن يكون جهاز الكمبيوتر الخاص بك مخترقا من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية، فمؤخرًا تم الكشف عن فضيحة تجسس قامت بها الوكالة عن طريق زرع برنامج للتجسس على الأقراص الصلبة للأجهزة، بتعاونها مع عدة شركات مصنعة للأقراص من ضمنها الشركة الشهيرة “ويسترن ديجتال”.

وبحسب ما أوضحت شركة الأمن والحماية الروسية “كاسبرسكي” فأنها قد وجدت برامج التجسس مزروعة في أجهزة كمبيوتر شخصية في 30 بلد حول العالم، كان أبرزها دول عربية مثل الجزائر واليمن وسوريا والإمارات و مصر وليبيا وقطر ولبنان والسودان والمغرب والعراق والبحرين، بالإضافة إلى دول غربية تعاديها الولايات المتحدة كإيران وروسيا وباكستان والصين وغيرها من الدول.

وتم إخفاء برامج التجسس في نظام تشغيل الأقراص الصلبة، والذي يعمل بمجرد تشغيل جهاز الكمبيوتر، مما يعني أن الجهة التي قامت بحملة التجسس تستطيع السيطرة على ملايين أجهزة الكمبيوتر وسرقة الملفات منها، ولكن بحسب مسؤول في “كاسبرسكي” فإن التجسس كان انتقائيا بتشغيل السيطرة الكاملة والتحكم في الأجهزة التي تنتمي للأهداف المحددة مسبقًا فقط، وشملت الأهداف منشآت حكومية وعسكرية وشركات اتصالات وبنوكًا وشركات طاقة وباحثين نوويين ووسائل إعلام ونشطاء.

من جانبه أكد موظف سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية في تصريح لوكالة رويترز أن تحليل “كاسبرسكي” كان صحيحًا وأن قيمة برامج التجسس الحالية كبيرة جدًا للوكالة وتضاهي أهميتها أداة “ستكس نت”، وذهب في هذا الاتجاه عميل استخبارات سابق رأى أن وكالة الأمن القومي الأمريكية نجحت في تطوير أسلوب تقني لإخفاء برامج التجسس في الأقراص الصلبة، لكن أفاد بجهله لخطط التجسس التي تعتمد عليها.

كابلات الإنترنت تحت المراقبة

تمكن مكتب الاتصالات الحكومية البريطاني من الوصول إلى كمية ضخمة من معلومات مستخدمي الإنترنت عن طريق برنامج للتجسس على كابلات الألياف الضوئية المسؤولة عن نقل الاتصالات، ولم تتوقف هذه المعلومات عند حدود بريطانيا بل تمت مشاركتها مع وكالة الأمن القومي الأمريكية.

ونشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية تقريرًا عن هذه تفاصيل هذه الفضيحة، أوضحت فيه أن الاسم الرمزي لبرنامج التجسس هو “تيمبورا”، ويتضمن تجهيزات خاصة تكون مهمتها اعتراض جميع أنواع الاتصالات عبر تثبيتها على كابلات الألياف الضوئية الواصلة إلى الشواطئ البريطانية عبر المحيط الأطلسي والقادمة من أمريكا الشمالية.

ولتنفيذ برنامج التجسس تعاون مكتب الاتصالات الحكومية مع مجموعة أطلق عليها في الوثائق المُسربة اسم “شركاء التنصت” وهي عبارة عن شركات تجارية قامت بشكل سري بتثبيت أجهزة التنصت لصالح المكتب، ولا يستبعد أن يكون مكتب الاتصالات قد أجبرها من الناحية القانونية على تقديم الدعم التقني المطلوب.

وتنوعت نوعية البيانات التي حصلت عليها بريطانيا، بين محتويات للبريد الإلكتروني، وتسجيلات للمكالمات الهاتفية، ومشاركات في صفحات “الفيس بوك”، وتواريخ لتصفح المواقع، وبشكل عام فإن مكتب الاتصالات التابع للحكومة البريطانية عمل في الفترة الأخيرة على توسيع إمكانيات التنصت الخاصة به حيث أصبح قادرًا على التعامل مع 600 مليون مكالمة هاتفية يوميا.