اجتاحت موجة واسعة من الغضب الشعبي اليوم الأحد مدينة بيت لحم، جراء قمع الأجهزة الأمنية للمُحتجين على زيارة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، المُتهم بتسريب أراضٍ وعقارات للاحتلال الصهيوني، لدى وصوله لكنيسة المهد في زيارة لها.
واستبق نشطاء وصول موكب ثيوفلوس إلى كنيسة المهد بتظاهرة حاشدة في ساحة المهد، ردد فيها المشاركون هتافات ضد ثيوفلوس، لمحاولة منعه من دخول الكنيسة، وسط إجراءات أمنية مكثفة لحماية الوفود وتأمين دخول موكبه من قبل الأجهزة الأمنية.
وردد المحتجون "يا ثيوفلوس يكسر ايديك"، و"المسيح ما حكا هيك"، و"الخاين بحمي خاين"، و"اهتف اهتف علي للصوت.. واللي بيهتف ما بيموت"، و"ارحل ارحل عن المهد.. ثيوفلوس هو الوغد".
بدوره، اعتبر القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدران جابر، أن "اعتداء الأجهزة الأمنية على المتظاهرين الرافضين لاستقبال البطريرك ثيوفيلوس الثالث، يشكل تسويغًا مُعلنًا لنقل الأراضي للاحتلال"، قائلاً "ما حدث هو حماية لجواسيس ومُهربي الأراضي الفلسطينية للاحتلال، في تحدٍ واضح لوعي الشعب الفلسطيني الذي يؤكد أن مهربي الأراضي مكانهم مزابل التاريخ".
وقال جابر خلال اتصالٍ مع "بوابة الهدف"، أن "الأصل أن تعمل الأجهزة الأمنية على خلق إطار جديد يحمي الشعب الفلسطيني الرافض للاحتلال"، مُؤكدًا أن "هذا الإطار مطلوب منه معاقبة كل الخونة الذين يقومون بنقل الأراضي الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي".
كما وجدد الأسير المُحرّر جابر تأكيده "على القرار الشعبي الفلسطيني الرافض لاستقبال السمسار"، يُضيف "نحن مع شعبنا أولاً وآخرًا، وشعبنا يقول لا لسماسرة الأرض، واللجنة الشعبية لأهالنا من الروم العربية الأرثوذكسية أكدت عدم استقبال ثيوفيلوس"، مُتسائلاً عن سبب قيام الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالدفاع عن شخصية مرفوضة وعليها تحفظات مننذ العام الماضي.
وكانت القوى والهيئات والمؤسسات والشخصيات والفعاليات العربية الأرثوذكسية في فلسطين، والحراك الشبابي العربي الأرثوذكسي، قد أكَّدت على استمرار مقاطعة استقبال الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث وأعوانه في بطريركية الروم في القدس المحتلة، بمناسبة أعياد الميلاد للمسيحيين الشرقيين أو وفق التقويم الشرقي.
وتابع جابر "يبدو أن هناك نية لتوتير الأوضاع داخل الأراضي المحتلة بطريقة ما، وواضح جدًا أن الأجهزة الأمنية وقفت ضد شعبها وهذه ليست المرة الأولى"، مُؤكدًا أن "المطلوب حاليًا وبشكلٍ عاجل تصويب العلاقات بين المواطن والسلطة وأجهزته الأمنية، على الرغم من أن الأمل ضعيف حاليًا بأن تعود السلطة إلى خندق شعبها".
وذكر القيادي جابر أن "ما حدث اليوم من الأجهزة الأمنية قد يشجع المزيد من سماسرة الأراضي بالعمل على نقل الأراضي الفلسطينية للاحتلال"، قائلاً "هناك موجة تتسع في الأراضي المحتلة وتتطلب وقفة جادة من الكل الفلسطيني وخاصة ممن يدّعون أنهم يحمون المشروع الوطني".
وكتب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مئات التغريدات التي تؤكد رفضهم لتلك الزيارة بالتزامن مع إدانتهم لاعتداءات الأجهزة الأمنية على من خرجوا ليقولوا "لا مكان لخائنٍ بيننا".
وتحتفل الكنائس المسيحية الأرثوذكسية في فلسطين، التي تسير وفق التقويم الشرقي، اليوم الأحد، بعيد الميلاد المجيد، وهي: الروم الأرثوذكس، والريان الأرثوذكس، والأقباط الأرثوذكس، والأحباش الأرثوذكس.
وتأتي تظاهرة اليوم عقب دعوات فصائلية وشعبية، ومن نشطاء مسلمين ومسيحيين ونشاطات كشفية، بضرورة مقاطعة ثيوفلوس، لاتهامه بتسريب أملاك الكنيسة للاحتلال.