أكّدت مجموعة من القوى والتيارات الكـويتية رفضها المطلق واستنكارها المشاركة في "مؤتمر وارسو للأمن والسلام في الشرق الأوسط"، الذي عقد بالعاصمة البولندية، يوميْ 13 و14 فبراير الجاري، برعاية أمريكية ومشاركة عربية و"إسرائيلية".
وتُشارك الكـويت في المؤتمر، الذي جمع 60 دولة من حول العالم، منها 10 دول عربية، وسط مقاطعة من السلطة الفلسطينية، وكذلك روسيا التي اعتبرت أن أجندته "تخدم السياسة الأمريكية"، في حين خفّضت كُبرى القوى الأوروبية تمثيلها في المؤتمر، باستثناء بريطانيا.
وطالبت القوى الكويت ية، في بيانٍ مشترك، السلطة التشريعية "بممارسة دورها وتفعيل الأدوات الدستورية تجاه وزير الخارجية الكويتي، واتخاذ الإجراءات المستحقة بما يعزز ويثبت الموثق الكويتي الملتزم بمناصرة القضية الفلسطينية ومعاداة الكيان الصهيوني المحتل، والتأكيد على عدم الانخراط في مسألة التطبيع واتخاذ موقف حاسمٍ تجاع دعوات التطبيع والمُطبّعين
وشددت القوى على أنّ "الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب هو صراع وجودٍ لا صراع حدود، وأن فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر ملكٌ للشعب العربي الفلسطيني، وأن العصابات الصهيونية استولت على فلسطين بمساعدة القوى الاستعمارية الكبرى، التي لا تملك أي حقٍ للاستيلاء على فلسطين، أو الاستيطان بها.
وأضافت أنّ "التطبيع مع الكيان الصهيوني بأي شكلٍ كان هو خيانة وليس وجهة نظر"، مُجددة التأكيد على موقف الشعب الكويتي الداعم لفلسطين منذ عشرينات القرن الماضي، ولدماء الشهداء من أبناء القوات المسلحة الكويتية، التي سالت في كل الحروب العربية ضد الكيان، وكذلك التأكيد على الالتزام بالمرسوم الأمريكي الصادر في 7 يونيو 1967 بإعلان الحرب الدفاعية ضد العصابات الصهيونية، والذي لم يُلغَ حتى هذا اليوم وينصّ صراحةً على أنّ (دولة الكويت تعلم وتُقرر أنها في حربٍ دفاعية مع العصابات الصهيوني في فلسطين المحتلة)، والذي لا زال قائمًا وقد أكد عليه مرارًا وتكرارًا سمو الأمير في كل المحافل العربية والدولية".
وفي ختام بيانها، دعت القوى "أبناء الشعب الكويتي الأصيل بكل فئاته وقواه الحية للتعبير عن رفضهم للتطبيع، كلٌ من موقعه وحسب إمكانياته".
وصدر البيان باسم القوى التالية: التيار العروبي، تجمع الميثاق الوطني، الحركة التقدمية الكويتية، المنبر الديمقراطي الكويتي، التحالف الإسلامي الوطني، تجمع ولاء الوطني، حزب المحافظين المدني، الحركة الليبرالية الكويتية، التحالف الوطني الديمقراطي، الحركة الديمقراطية المدنية، تجمع العدالة والسلام.
يُشار إلى أنّ نائب وزير الخارجية الكويتي خالد جار الله، لاقى هجومًا لاذعًا وواسعًا بعد ظهوره جالسًا على نفس الطاولة التي جلس عليها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، خلال اجتماعات المؤتمر، وكذلك ظهوره في الصورة الجماعية معه، ما دفعه للتصريح بأنّ "موقف الكويت واضح في رفض التطبيع مع إسرائيل، وأنها ستكون آخر من يطبع معها"، معتبرًا أنّ "الصورة الجماعية في مؤتمر وارسو لا تعني تغييرًا في موقف الكويت الراسخ والرافض للتطبيع".
وأضاف جار الله "أن مشاركة الكويت في المؤتمر جاءت بناءً على دعوة من الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية بولندا، وهما دولتان لدينا تحالفٌ معهما، كما أن القضايا المطروحة على جدول أعمال المؤتمر تتعلق بقضايا تتصل بمستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط الذي نحن جزء منه، ومنها القضية الفلسطينية"، وقال إنّ "المشاركة كانت من منطلق الحرص عليها والدفاع عنها وليس التفريط فيها، وموقفنا واضح وراسخ في هذا الصدد، تجلى في المحافل الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن، وهو الموقف الذي أشاد فيه الأشقاء الفلسطينيون”.
وتسعى واشنطن من خلال المؤتمر المذكور إلى الضغط على "أصدقائها العرب" من أجل تأسيس تحالف إقليمي عسكري لمواجهة إيران، لكن أجندته ضمّت ملفات أخرى، منها: انتشار أسلحة الدمار الشامل، والملفين السوري واليمني، و"قضايا الإرهاب"
وفي المؤتمر الصحفي الختامي للمؤتمر، لم يُفصح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عن ما جرى الاتفاق عليه تحديدًا خلال جلسات المؤتمر، الذي ركّز في غالبيته على "إيران".
وندّدت الفصائل الفلسطينية بمؤتمر وارسو، ومنها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، التي اعتبرته "حلقة جديدة من حلقات التآمر على الشعب الفلسطيني، والانقضاض على الحقوق والقضية الوطنية عبر محاولة تمرير صفقة القرن، واستهدافه لمحور المقاومة والقوى الدولية التي تعاند السياسات الأمريكية في المستويين الدولي والإقليمي".