شهدت العديد من المدن الأميركية تظاهرات ضخمة بدعوة من جماعة "موف أون" الليبرالية، وذلك احتجاجًا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالة "الطوارئ الوطنية"، في محاولةٍ منه لتمويل بناء الجدار الذي وعد به خلال حملته الانتخابية على الحدود مع المكسيك، دون موافقة الكونغرس.
وندّد المتظاهرون بما أطلقوا عليه "استغلال الحكم"، ودعوا ترامب بالتوقف عن الاستيلاء على السلطة، وحمل بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها "تبّا لحالة الطوارئ الوطنية"، فيما قال البعض الآخر إنّ "هناك الكثير من حالات الطوارئ الحقيقية لاستثمار أموال ضرائبنا".
الديمقراطيون بعد إعلان حالة الطوارئ تعهدوا بالتصدي لهذه الخطوة، في حين قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، أن "إعلان ترمب حالة الطوارئ بشكل غير قانوني هو اعتداء على الدستور"، مُضيفةً "لن نسمح لترامب بتمزيق الدستور".
كما وعد اتحاد الحريات المدنية الأميركي عزمه مقاضاة ترامب بسبب إعلانه المثير للجدل.
وفي السياق، رفعت عدة ولايات أميركية دعاوى قضائية طعنت فيها بدستورية إعلان ترامب لحالة الطوارئ الوطنية لبناء الجدار على الحدود مع المكسيك، وهذه الولايات هي: كاليفورنيا، كولورادو، كونيتيكت، ديلاوير، هاواي، إيلينوي، ماين، ميريلاند، ميتشيغان، مينيسوتا، نيفادا، نيو جيرسي، نيو مكسيكو، نيويورك، أوريغون وفيرجينيا،
وتمّ تقديم دعوى إلى محكمة فدرالية في كاليفورنيا اتهمت ترامب بخرق بندين من الدستور، يتعلّق أوّلهما بتحديد الإجراءات التشريعية، ويمنح ثانيهما الكونغرس القرار النهائي في الشؤون المتعلّقة بالماليّة العامّة للدولة.
كما تقدم 15 نائبًا ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ، الذي يهيمن عليه الحزب الجمهوري، بتشريع يوم الخميس لمنع ترامب من تفعيل سلطات الطوارئ لتحويل أموال لبناء الجدار من أرصدة خصصها الكونغرس لمشاريع أخرى مثل المشاريع العسكرية والحالات الطارئة كالكوارث.
وارتفعت في الولايات المتّحدة أصوات الرافضين لإعلان ترامب حالة الطوارئ الوطنية بسبب الجدار الحدودي، ولم تقف هذه الأصوات عند حدود المعارضة الديموقراطية بل تعدّتها إلى العديد من الجمهوريين الذين اعتبروا لجوء الرئيس إلى هذا الإجراء الاستثنائي سابقة خطيرة وتجاوزًا لصلاحيات السلطة التنفيذية.
وكان ترامب قد أعلن الجمعة حالة الطوارئ الوطنية للتصدّي لما وصفه بـ "اجتياح" المخدرات والعصابات وتجار البشر والمهاجرين غير الشرعيين الحدود الأميركية مع المكسيك، على حد وصفه.
وتتيح حالة الطوارئ لترامب تجاوز الكونغرس من أجل الحصول على أموال فدرالية من مصادر أخرى لتمويل بناء الجدار الحدودي، بعدما اصطدمت جهود الرئيس لإقناع الكونغرس برصد المال الكافي لتشييد هذا الجدار بحائط مسدود.